أعرب رئيس كوريا الجنوبية، لي جيه ميونج، عن أمله في أن يتمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من رسم “طريق جديد للسلام” في شبه الجزيرة الكورية، مشددًا على أن بلاده ستتولى دورًا أكبر وأكثر فاعلية في الحفاظ على الأمن والاستقرار بالمنطقة.

دعوة للقاء مع كيم جونج-أون
خلال القمة الأولى التي جمعتهما في البيت الأبيض، توجه لي إلى ترامب قائلاً: “آمل أن تلتقي بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون، وأن تلعب بثبات دور صانع السلام التاريخي”. وأكد أن اللقاء عكس روحًا إيجابية اتسمت بالجدية والتعاون والتفاهم المتبادل بين الجانبين.
تعاون أوثق من أجل السلام
وأشار الرئيس الكوري الجنوبي إلى أنه اتفق مع ترامب على العمل بشكل وثيق لتحقيق تقدم ملموس في مسار السلام الإقليمي، مشددًا على أن بلاده ستدعم كافة الجهود التي من شأنها تهدئة التوترات وإرساء الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.
اقرأ أيضًا
ترامب: حرب غزة ستشهد “نهاية حاسمة” خلال أسبوعين أو ثلاثة
زيادة الإنفاق الدفاعي وتحديث التحالف
وفي سياق متصل، كشف لي عن خطط بلاده لزيادة الإنفاق الدفاعي بهدف تعزيز القدرات العسكرية، مؤكّدًا أنه ناقش مع ترامب خطوات “تحديث التحالف” بين البلدين بما يتناسب مع التحديات الأمنية المتصاعدة في المنطقة.
التوازن في العلاقات الدولية
كما شدد الرئيس الكوري الجنوبي على أن بلاده ستحافظ على علاقاتها الاستراتيجية مع الصين، بالتوازي مع تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة واليابان، في إطار تحالف مشترك يسعى لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
تُعدّ شبه الجزيرة الكورية واحدة من أكثر بؤر التوتر في العالم منذ نهاية الحرب الكورية (1950 – 1953) التي انتهت بهدنة دون توقيع معاهدة سلام رسمية، مما جعل الكوريتين في حالة مواجهة عسكرية مستمرة حتى اليوم.
منذ ذلك الحين، اعتمدت كوريا الجنوبية بشكل أساسي على التحالف العسكري مع الولايات المتحدة، الذي يتضمن وجود عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين على أراضيها.
خلال العقدين الأخيرين، شهدت المنطقة محاولات متكررة لإطلاق محادثات سلام أو مفاوضات نزع السلاح النووي مع كوريا الشمالية، لكنها غالبًا ما تعثرت بسبب الخلافات حول برنامج بيونج يانج النووي والصاروخي.
وتُعتبر أي تحركات أمريكية أو كورية جنوبية نحو استئناف الحوار مع الشمال بمثابة بارقة أمل في تهدئة التوترات، لكنها في الوقت ذاته تواجه تحديات معقدة ترتبط بالمصالح الأمنية والإستراتيجية لكل طرف، بما في ذلك دور الصين واليابان في المعادلة الإقليمية.
في ظل هذه الظروف، تسعى كوريا الجنوبية إلى لعب دور أكثر استقلالية في صياغة مستقبل المنطقة، مع الحفاظ على تحالفها مع واشنطن والتوازن في علاقاتها مع بكين، وهو ما يجعل قمم البيت الأبيض ذات أهمية خاصة في رسم ملامح المرحلة المقبلة.