أعلنت طهران، استعدادها لاستئناف المحادثات النووية، لكنها وضعت شروطاً صارمة لضمان الدخول في عملية تفاوضية جديدة مع الولايات المتحدة، في وقت لا تزال فيه آثار الهجمات تتفاعل دبلوماسياً وأمنياً، وذلك بعد مرور ثلاثة أسابيع على حرب الأيام الـ12 بين إيران وإسرائيل المدعومة أمريكياً.

المفاوضات ممكنة ولكن بشروط
قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن بلاده “لا تمانع في العودة إلى طاولة المفاوضات”، لكنها تطلب تعويضات عن الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية نتيجة الضربات الأمريكية، إضافة إلى ضمانات بعدم تكرار أي عمل عسكري أثناء سير المحادثات، ذلك خلال مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية،
وأضاف عراقجي: “الولايات المتحدة هي من تخلّت عن المفاوضات وبدأت العمل العسكري، الآن يجب عليها الاعتراف بأخطائها وتقديم مؤشرات واضحة على تغيير سلوكها”.
البرنامج النووي الإيراني خارج الرقابة
تواجه الوكالة الدولية للطاقة الذرية صعوبات متزايدة في مراقبة البرنامج النووي الإيراني، بعد انسحاب مفتشيها من بعض المنشآت، وأشار خبراء نوويون إلى أن إيران نقلت أكثر من 400 كجم من اليورانيوم عالي التخصيب ما يكفي لصناعة 10 رؤوس نووية إلى موقع غير معلوم، في خطوة تُعقّد أي محاولات للعودة إلى اتفاق نووي شامل.
ترامب يلوّح بالسلام.. وطهران لا تثق
رغم استمرار التصعيد، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب “لا يزال ملتزماً بالسلام”، داعية إيران إلى استغلال الفرصة المتاحة للعودة إلى المسار الدبلوماسي، لكن إيران أكدت أن التهديد والضغط لا يمكن أن يكونا أساساً للتفاوض، وأنها لن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% لاستخدامه في أغراض مدنية.
وقال عراقجي في هذا السياق: “التخصيب هو حق لإيران وضرورة لضمان تشغيل المفاعل البحثي، نحن مستعدون للتفاوض ضمن اتفاق متوازن، لكن لا يمكن فرض شروط أحادية”.
ملف الصواريخ: قدرات دفاعية لا تفاوض حولها
على صعيد القدرات الصاروخية الإيرانية، شدد عراقجي على أن البرنامج الصاروخي “غير قابل للتفاوض”، مؤكداً أنه جزء من الردع الدفاعي الإيراني في ظل التهديدات المستمرة من إسرائيل والولايات المتحدة، وخاصة بعد الهجمات الأخيرة على المنشآت العسكرية والمدنية.
وأضاف: “لا يمكن توقع أن تتخلى إيران عن قدراتها الدفاعية في وقت تتعرض فيه لهجمات مباشرة”.
اقرأ أيضًا
الحكومة اليابانية تفرض قواعد صارمة لحماية العمال من ضربات الشمس
الرد الإيراني: صواريخ وطائرات مسيّرة
في أعقاب الغارات الإسرائيلية والأمريكية، ردّت إيران بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية والمسيّرات على أهداف داخل إسرائيل، كما استهدفت قاعدة أمريكية في قطر، في تصعيد عسكري وصفه مراقبون بأنه قد يشعل جولة جديدة من المواجهة ما لم تُستأنف المحادثات قريباً.
وأكدت مصادر عسكرية إيرانية أن البلاد تمتلك آلاف الصواريخ والطائرات المُسيّرة المخزّنة بأمان، وأنها “جاهزة للاستخدام في حال وقوع هجمات جديدة”.
مشهد تفاوضي غامض وسط مخاوف من جولة ثانية
في ظل عدم تطبيق اتفاقات خفض التصعيد، واستمرار الضغوط الاقتصادية والعسكرية، يُتوقع أن تشهد الفترة المقبلة شدّاً وجذباً دبلوماسياً بين طهران وواشنطن، بينما لا تزال المنطقة في حالة ترقب حذر لاحتمال تجدد المواجهات.