أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده واجهت خلال جولة المفاوضات الأخيرة محاولات غربية لانتزاع تنازلات “غير مقبولة” تتعلق ببرنامجها النووي، مشددًا على أن طهران قدمت مقترحات وصفها بالمنطقية، حتى أن الأوروبيين اعترفوا بوجاهتها.

وفي تصريحات أوردتها وكالة “تسنيم” الإيرانية، أوضح عراقجي، عقب ختام زيارته إلى نيويورك، أن إيران لم ولن تقبل بأي صيغة اتفاق لا تضمن مصالحها الوطنية العليا، معتبرًا أن الضغوط الأمريكية وما وصفه بـ”جشع مطالبها” كان السبب الأساسي وراء تعطيل مسار التفاهم.
لقاءات مكثفة مع أكثر من 30 دولة
كشف وزير الخارجية الإيراني أنه أجرى لقاءات مع وزراء خارجية أكثر من 31 دولة على هامش أعمال الأمم المتحدة، حيث جرى استعراض ملفات التعاون الثنائي، وبحث القضايا النووية، إلى جانب اتخاذ قرارات عملية بشأن تفعيل اللجان المشتركة وتعزيز العلاقات الاقتصادية.
اقرأ أيضًا
مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار في غزة.. وتسليمه رسميًا لحماس
وأشار إلى أنه عقد اجتماعات مطولة مع نظرائه الأوروبيين الثلاثة، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، غير أن تلك اللقاءات لم تسفر عن أي اختراق ملموس بسبب تبعية الأوروبيين للموقف الأمريكي.
مأزق التفاوض مع واشنطن
وصف عراقجي تبادل الرسائل الأخيرة مع الجانب الأمريكي بأنه “مأزق تام”، مؤكدًا أن تجربة إيران مع واشنطن أثبتت مرة أخرى استحالة الوصول إلى تفاهم طالما أن الطرف الآخر لا يراعي مبدأ التوازن في المطالب.
كما شدد على أن بلاده لن تخضع لأي ضغوط ترتبط بملف “آلية الزناد”، مشيرًا إلى أن البعض ظن أن هذه الورقة ستدفع طهران إلى التراجع، لكن القيادة الإيرانية متمسكة برفضها تقديم أي تنازل خارج نطاق ما يخدم مصلحة الشعب الإيراني.
لا عقوبات جديدة تتجاوز ما فرضته أمريكا
طمأن وزير الخارجية الإيراني الشارع الداخلي، مؤكّدًا أن بلاده لن تواجه عقوبات اقتصادية جديدة تتجاوز تلك التي فرضتها الولايات المتحدة سابقًا، معتبرًا أن التلويح بعقوبات إضافية لن يغير من المعادلة القائمة.
وأضاف أن السياسة الخارجية الإيرانية ستواصل اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية المصالح الوطنية حتى اللحظة الأخيرة، مع التزامها في الوقت ذاته بالعمل الدبلوماسي والحوار السياسي مع الأطراف الدولية.
موقف روسيا والصين ودور مجلس الأمن
وفي سياق متصل، لفت عراقجي إلى أنه بحث مع الأمين العام للأمم المتحدة أبعاد التحدي القانوني الجديد الذي يواجه مجلس الأمن الدولي، مشددًا على أن روسيا والصين تقفان إلى جانب الموقف الإيراني وتعتبران ما جرى “إجراءً غير قانوني ولا أساس حقوقي له”.
وأكد أن هذه التطورات ستُعرض قريبًا على المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، معربًا عن ثقته بأن المجلس سيتخذ القرارات المدروسة والضرورية التي تتوافق مع المصلحة الوطنية وتحصّن الموقف الإيراني في مواجهة الضغوط.

ثبات على الموقف الإيراني
واختتم وزير الخارجية الإيراني حديثه بالتأكيد على أن طهران لا تزال ثابتة على مواقفها ولن تقبل أي اتفاق يخل بمصالحها، معتبرًا أن التجربة أثبتت أن الصمود والتمسك بالحقوق المشروعة هو الخيار الأجدى لإيران في ظل ما وصفه بـ”ازدواجية” المواقف الغربية.
