أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن جولة المفاوضات التي استضافتها القاهرة مؤخراً اتسمت بدرجة عالية من الجدية، مشيراً إلى أن “المفاوضات التي تُجرى بعد الحرب ليست سهلة، إذ تمرّ صور الشهداء أمام أعين الإنسان في كل لحظة، وبالتالي ليست مفاوضات تُثير الضحك أو مجالًا للابتسام”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية “تسنيم”.

وأضاف عراقجي أن احتمال عقد اجتماع آخر مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس لا يزال قائماً، لكنه مرهون بقرار أوروبي نهائي بشأن مستقبل المحادثات.
توقيع اتفاق للتعاون بين طهران والوكالة
وشهدت القاهرة، الثلاثاء الماضي، توقيع اتفاق تعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقّعه كل من وزير الخارجية الإيراني والمدير العام للوكالة رافائيل جروسي، وذلك بمقر وزارة الخارجية المصرية.
اقرأ ايضًا
كارثة في العاصمة المكسيكية.. 3 قتلى وعشرات الإصابات بانفجار صهريج غاز
لقاء ثلاثي برعاية الرئيس المصري
كما عقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لقاءً ثلاثياً مع عراقجي وجروسي في العاصمة المصرية، رحّب خلاله بالزيارة المشتركة التي تُتوّج مساراً تفاوضياً انطلق في أغسطس 2025 بوساطة مصرية، بهدف إعادة بناء جسور التعاون بين طهران والوكالة، رغم التوترات الناتجة عن الحرب الإسرائيلية–الإيرانية الأخيرة.
وأشاد السيسي بالاتفاق، واصفاً إياه بأنه خطوة إيجابية يمكن أن تسهم في خفض حدة التصعيد، ودفع الأطراف المعنية إلى التراجع عن أي خطوات أحادية، وتهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني في إطار سلمي ودبلوماسي.
تقدير إيراني للدور المصري
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الإيراني عن تقدير بلاده للجهود التي بذلها الرئيس المصري في سبيل التوصل إلى الاتفاق، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل بداية مرحلة جديدة في المنطقة، قد تساعد على تجنّب مزيد من التصعيد وفتح الطريق أمام استئناف المفاوضات النووية، بما يعزز استقرار الشرق الأوسط.
جروسي: الاتفاق “تاريخي” بفضل الدور المصري
أما المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد أكد أن التوصل إلى الاتفاق لم يكن ليتحقق لولا ثِقل مصر ومكانتها الاستراتيجية، مشيداً بمتابعة الرئيس المصري المباشرة لمسار التفاوض. ووصف جروسي الاتفاق بأنه “تاريخي”، معتبراً إياه محطة مفصلية في مسار التعاون بين طهران والوكالة، وفرصة لتقليل المخاطر في منطقة ملتهبة.