شنّ وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، هجومًا لاذعًا على رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهمًا إياه بـ”الغرور والتوهم” بشأن قدرته على القضاء على البرنامج النووي الإيراني الذي بُني على مدى أكثر من أربعة عقود من العمل العلمي والتقني المكثف.

عراقجي:”40 عامًا من الإنجاز لا تُمحى”
وفي تصريحات نارية نقلتها وسائل إعلام رسمية، قال عراقجي:”توهم نتنياهو أنه قادر على القضاء على أكثر من 40 عامًا من الإنجازات النووية السلمية التي راكمتها إيران”.
وأوضح أن هذه البنية النووية لا ترتكز على أفراد، بل على مؤسسة علمية متكاملة، قادرة على مواصلة التقدم رغم كل محاولات الاستهداف والاغتيال.
اقرأ أيضًا
ترامب يدعو رئيس الفيدرالي للاستقالة: وجوده لا يخدم مصلحة البلاد
اغتيال العلماء زادنا قوة
وأضاف عراقجي أن الاغتيالات التي طالت 12 عالمًا نوويًا إيرانيًا، والتي تتهم طهران جهاز الموساد الإسرائيلي بالوقوف خلفها، لم توقف عجلة التقدم بل زادتها تسارعًا.
وقال:”كل واحد من العلماء الإيرانيين الـ12 الذين اغتالتهم مرتزقة نتنياهو، قام بتدريب أكثر من 100 طالب موهوب”، مؤكدًا أن هؤلاء التلاميذ “سيُرون نتنياهو ما هم قادرون على فعله”، في إشارة إلى استمرارية المعرفة العلمية ونقلها للأجيال القادمة.
إيران تسخر من نتنياهو وسلوكه المتهور
وسخر وزير الخارجية الإيراني من ما وصفه بـ”السلوك الطفولي والمتغطرس” لنتنياهو، قائلاً:”غرور نتنياهو لا يعرف حدًا.. فبعد فشله الذريع في تحقيق أي من أهدافه العسكرية ضد إيران، هرول ليحتمي بـ’بابا’ – في إشارة إلى الولايات المتحدة – بعد أن سُويت مواقع إسرائيل السرية بالأرض بصواريخنا القوية”.

وأكد عراقجي أن هذه المواقع، التي يفرض عليها الاحتلال رقابة مشددة حتى داخل الإعلام الإسرائيلي، ما زالت شاهدة على فشل السياسات الإسرائيلية تجاه طهران، وأن الرأي العام العالمي بات أكثر وعيًا بحجم التضليل الذي تمارسه إسرائيل.
تهكم حاد على التدخل الإسرائيلي في المفاوضات
وفي تصعيد لافت في لهجة الخطاب، اتهم عراقجي رئيس حكومة الاحتلال بالتدخل الوقح في تفاصيل المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، مضيفًا:”ها هو اليوم يُملي بشكل علني على واشنطن ما يجب قوله أو تجنبه خلال المفاوضات النووية، وكأنه المسؤول الحقيقي عن سياسة البيت الأبيض”.
وختم عراقجي تصريحاته برسالة مباشرة مليئة بالتهكم:“بعيدًا عن هذا العرض السخيف الذي يوحي بأن إيران ستنصت لمجرم حرب ملاحق، يبقى السؤال الحقيقي: ما الذي يتعاطاه نتنياهو؟ وإن لم يكن يتعاطى شيئًا، فماذا تملك الموساد على البيت الأبيض؟”.
وتعكس هذه التصريحات تصعيدًا غير مسبوق في الخطاب الإيراني تجاه إسرائيل، وتحديدًا تجاه شخصية نتنياهو، في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متزايدًا بين محور المقاومة والتحالفات الغربية الداعمة لتل أبيب.