كشفت مصادر مطلعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض على نظيره الأميركي دونالد ترامب، خلال قمة ألاسكا الأخيرة، التنازل عن بعض المطالب الإقليمية مقابل منح موسكو السيطرة الكاملة على إقليم دونيتسك شرق أوكرانيا.
ووفقاً لأربعة أشخاص مطلعين على سير المحادثات، اقترح بوتين خلال قمة ألاسكا تجميد خطوط القتال إذا وافقت أوكرانيا على الانسحاب من دونيتسك، وهو الإقليم الذي يشكل أهمية استراتيجية بالغة لموسكو منذ اندلاع الحرب.

شروط بوتين لإنهاء الحرب
طالب بوتين بانسحاب أوكرانيا من دونيتسك كشرط أساسي لإنهاء الحرب، لكنه أبلغ ترامب باستعداده لتجميد العمليات العسكرية في خيرسون وزابوريجيا جنوباً، حيث تسيطر القوات الروسية على مساحات واسعة، في حال تم الاستجابة لمطالبه.
وبحسب ثلاثة أشخاص مطلعين، أكد بوتين أنه لن يشن هجمات جديدة للاستيلاء على المزيد من الأراضي إذا تحقق هذا الشرط، لكنه شدد في الوقت ذاته على تمسكه بـ”معالجة الأسباب الجذرية” للصراع، بما يشمل وقف توسع حلف الناتو شرقاً و”إعادة صياغة سيادة أوكرانيا”.
سيطرة روسية متزايدة على دونيتسك
تسيطر القوات الروسية حالياً على نحو 70% من أراضي دونيتسك، بينما تحتفظ أوكرانيا بالمدن الغربية من الإقليم، والتي تعد خط الدفاع الأساسي عن جبهتها الشرقية. وتشهد المنطقة أسرع وتيرة تقدم روسي منذ نوفمبر الماضي.
موقف زيلينسكي ورد الفعل الأوكراني
بحسب مصادر قريبة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإنه يرفض التنازل عن دونيتسك، لكنه في الوقت ذاته أبدى استعداداً لمناقشة ملف الأراضي مع ترامب خلال لقائهما المرتقب في البيت الأبيض الاثنين المقبل.
كما لم يستبعد زيلينسكي مناقشة المسألة ضمن اجتماع ثلاثي محتمل يضم ترامب وبوتين، في حال اتفقت الأطراف على ذلك.

ترامب يدعو إلى اتفاق سلام شامل
في منشور على منصة تروث سوشيال، دعا ترامب القادة الأوروبيين وزيلينسكي إلى التوقف عن السعي وراء وقف إطلاق النار مع موسكو، مشدداً على أن الحل الأفضل هو اتفاق سلام شامل ينهي الحرب.
وكتب ترامب بعد مكالمته مع عدد من القادة الأوروبيين بينهم المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: “أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا هي التوصل إلى اتفاق سلام دائم، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار الذي غالباً ما ينهار”.
كما أشار ترامب إلى احتمال عقد لقاء جديد مع بوتين “إذا سارت الأمور كما هو متوقع”.
القلق الأوروبي يتصاعد
إلا أن العرض الروسي أثار مخاوف عميقة في أوروبا، خصوصاً بعد أن بدا أن ترامب لا يصر على وقف إطلاق النار كشرط مبدئي. وكان القادة الأوروبيون قد أعربوا عن قلقهم قبل القمة من احتمال أن يتجه ترامب إلى طرح اتفاق تبادل أراضٍ كحل للنزاع.
اقرأ أيضًا:
ترامب يعلن زيارة زيلينسكي إلى البيت الأبيض.. ويؤكد أن الحل الأمثل هو “اتفاق سلام شامل”
وبحسب دبلوماسيين أوروبيين، شعر بعض القادة بالاطمئنان النسبي بعد أن وعدهم ترامب بالسعي للحصول على التزام من بوتين بوقف الأعمال القتالية، ملوحاً بـ”عواقب وخيمة” إذا رفض. غير أن قمة ألاسكا، التي استمرت ثلاث ساعات، لم تحقق ذلك الهدف.
قمة ألاسكا وكسر عزلة بوتين الدولية
ورغم غياب التوصل إلى اتفاق نهائي، أتاحت قمة ألاسكا لبوتين فرصة كسر عزلته الدولية. فقد استقبله ترامب في مدينة أنكوريدج بالسجاد الأحمر، وظهر الزعيمان وهما يتبادلان المزاح قبل بدء المحادثات، في مشهد يعكس تغيراً في مسار الدبلوماسية الأميركية – الروسية.