على خطى والدته الراحلة الأميرة ديانا، وصل الأمير هاري اليوم إلى أنغولا ليعبر مواقع الألغام الأرضية المتفجرة لصالح مؤسسته الخيرية “هالو ترست”.

وهذه هي نفس الرحلة التي قامت بها والدته الراحلة، الأميرة ديانا، قبل 28 عامًا لصالح نفس المنظمة البريطانية غير الحكومية. ولم ترافقه زوجته ميغان، دوقة ساسكس، بعد أن رأى أن مرافقتها له أمرٌ بالغ الخطورة.

«على طريقة الأميرة ديانا» هاري في أنغولا

صرح مصدر: “لم يسمح الدوق لزوجته بالذهاب إلى إنجلترا لأسباب أمنية، لذا لم يكن هناك أي أمل في أن يسمح لها بالذهاب إلى أنغولا لعبور حقول الألغام الأرضية”.

ستشهد مغامرة هاري المنفردة هبوطه في مطار لواندا، ومن هناك سيستقل سلسلة من الطائرات الصغيرة التي تتسع لشخصين إلى موقع الألغام التي ينوي عبورها.

يأمل أن تشجع الدعاية المحيطة بزيارته على المزيد من التبرعات من الحكومة الأنغولية. وصرح مصدر مطلع على الحدث لصحيفة “ميل أونلاين”: “عادةً ما تساعد هذه الرحلات في جمع المزيد من الأموال من الحكومة”.

في عام ٢٠١٩، عندما انضم هاري إلى “هالو” كراعٍ لها، تعهدت الحكومة الأنغولية بتقديم ٤٦ مليون جنيه إسترليني لإنشاء ممرات للحياة البرية وحماية الأنواع المهددة بالانقراض في المناطق المحمية.

وحددت هدفًا بإزالة جميع الألغام الأرضية بحلول عام ٢٠٢٥، ويُقال إن هاري يأمل أن يعزز وجوده هناك الجهود المبذولة لتحقيق هذا الهدف.

ديانا وهاري في حقول الألغام في أنغولا

تقع أنغولا في جنوب غرب أفريقيا، على طول ساحل المحيط الأطلسي. وقد عصفت بها حرب أهلية وحشية استمرت ٢٧ عامًا حتى عام ٢٠٠٢، ولا تزال البلاد تعاني من إرث الألغام الأرضية، حيث دُفنت ملايين منها في جميع أنحاء الريف.

قامت “هالو” بإزالة أكثر من ١٢٣ ألف لغم أرضي منذ عام ١٩٩٤، وتعمل على تحويل مناطق الحرب السابقة إلى أراضٍ زراعية ومتنزهات وطنية وقرى “آمنة”.

يأمل هاري في إعادة إحياء الصور الأيقونية التي التقطتها والدته، الأميرة الراحلة ديانا، عام ١٩٩٧ عندما كانت تتجول في حقل ألغام مرتديةً سترةً وخوذةً واقيةً من الرصاص من “هالو تراست”.

سُجِّلت هذه الصور اللافتة في التاريخ، لا سيما بعد وفاتها في حادث سيارة في وقت لاحق من ذلك العام. ولكن من غير المرجح أن نشهد إعادة إحياء هذه الصور من قِبل زوجة هاري، ميغان ماركل.

تشير المصادر إلى أنه بالإضافة إلى حرصه على تجنُّب المخاطر التي قد تُهدِّدها، يحرص دوق ساسكس على كتمان عمله مع “هالو”. وأضاف مصدر: “هالو هي شغفه الحقيقي، ويعني له الكثير أن يكون راعيًا لها، ويريد فقط أن يحتفظ بعمله معها لنفسه”.

يأمل الأمير هاري في إبعاد الأضواء عن الدراما المحيطة بخلافه مع العائلة المالكة، والتركيز على استخدام “هالو” الرائد للذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار لتسريع عمليات التطهير.

يُعتقد أنه من المقرر إلقاء خطاب في وقت لاحق اليوم، لكن منظمة هالو، بمباركة هاري، منعت أي صحافة بريطانية من حضور الحدث. ومع ذلك، ستتصدر هذه الرحلة عناوين الصحف العالمية.

علماء: سرعة “الثقب الأسود العملاق” المكتشف تعارض قانون الجاذبية لأينشتاين

هاري في زيارة هي الأحدث في السنوات الأخيرة

هذه هي أحدث زيارة مهمة قام بها هاري إلى أنغولا في السنوات الأخيرة. وفي سبتمبر 2019، بعد أن أصبح راعيًا لها، سار على خطى والدته بالضبط بالقرب من هوامبو، مما أثار ضجة عالمية.

كما زار الدوق منطقة ديريكو النائية، حيث تجول في حقل ألغام تم تطهيره حديثًا، وفجّر لغمًا أرضيًا، وقضى ليلة في التخييم على ضفاف نهر كويتو. ثم زار مركز الأميرة ديانا لجراحة العظام في المدينة، والتقى بأخصائيات إزالة الألغام، وتجول في معسكر لإزالة الألغام في جنوب شرق أنغولا.

في سبتمبر 2024، انضم إلى وزير خارجية أنغولا في فعالية هالو للأمم المتحدة في نيويورك. ومرة أخرى، تجنبت ميغان حضور الفعالية على الرغم من كونها في الولايات المتحدة.

وذكرت مصادر آنذاك أنها لم تحضر لأن الرحلة كانت جزءًا من “جدول أعماله المستقل” خلال أسبوع المناخ. وتأتي هذه الرحلة في أعقاب قمة سلام سرية عُقدت بين أكبر مساعدي هاري ورئيس اتصالات الملك تشارلز في وسط لندن الأسبوع الماضي. 

وُصف الاجتماع بأنه محاولة لكسب ود دوق ودوقة ساسكس لتحسين صورتهما العامة السلبية.

التقت ميريديث ماينز، رئيسة الاتصالات الجديدة لهاري وميغان، بتوبين أندريا، سكرتير اتصالات الملك، في الرابطة الملكية لما وراء البحار، على بُعد ثلاث دقائق سيرًا على الأقدام من كلارنس هاوس، مقر إقامة الملكة في لندن، يوم الأربعاء.

وحضر الاجتماع أيضًا ليام ماغواير، مدير فريق العلاقات العامة لدوقي ودوقة ساسكس في المملكة المتحدة. وقد أثارت صور اللقاء آمالًا في التصالح بين هاري، البالغ من العمر 40 عامًا، ووالده، البالغ من العمر 76 عامًا.

كان الاجتماع، الذي عُقد في نادٍ خاص بالأعضاء في لندن، الخطوة الأولى في “عملية تقارب” لاستعادة العلاقة المتصدعة بين الدوق وزوجته ميغان وبقية أفراد العائلة المالكة.

في حين زعم خبراء الشؤون الملكية أن الأمير ويليام، في ظل تدهور وضعه الصحي، سيشعر بميل أقل لحل الخلاف من والده الملك تشارلز، إلا أنهم أضافوا أن الملك كان سيتشاور بلا شك مع وريث العرش قبل إجراء أي محادثات سلام مع مساعدي هاري.

تصرحات الخبير الملكي ريتشارد فيتزويليامز

صرح الخبير الملكي ريتشارد فيتزويليامز لصحيفة “ميل أونلاين“: “فهمنا من مقابلة هاري على بي بي سي أن الملك وهاري لا يتحدثان حاليًا. من الواضح أن هذا الاجتماع علامة على أن الأمور تتقدم للأمام.

ما كان الملك ليتخذ هذه الخطوات لولا دعم ويليام وتفهمه. ويليام وكاثرين هما مستقبل النظام الملكي. ولا شك أنه كان غاضبًا من طريقة تصرف دوق ودوقة ساسكس، ويعتبر سلوك هاري بلا شك خيانة من نوع ما. وبحسب ما ورد، لم يتحدثا منذ أكثر من عامين”.

وأضاف: “في الوضع المثالي، قد يرغب آل ساسكس في إثارة الخلاف بين الملك ووريث العرش. لكنهم لن ينجحوا”.