خرجت الصواريخ من الهند إلى الآراضي الباكستانية دون إنذار وسقطت بنحو 6 مواقع منهم الجزء الخاضع لسيطرتها من كشمير صباح اليوم الأربعاء، مما أسفر عن مقتل نحو 26 شخصًا على الأقل، بينهم طفل في الثالثة من عمره.
وأعلن الجيش الباكستاني أن الصواريخ الهندية أصابت ست مدن. وشملت هذه الهجمات أربع مناطق في إقليم البنجاب، أما الموقعان الآخران المستهدفان، فهما مظفر آباد وكوتلي، وهما مدينتان في الشطر الخاضع لإدارة باكستان من كشمير.
وزعمت الهند أن عمليتها، المسماة سيندور، استهدفت تسعة مواقع ذات “بنية تحتية إرهابية”.
«عملية السندور» الهند تشن هجومًا على باكستان
ردت باكستان على الهجمات الهندية بإطلاق طائراتها الحربية، وزعمت أنها أسقطت خمس طائرات هندية، وهو ادعاء لم ترد عليه الهند بعد. وجاء الهجوم الهندي بعد 15 يومًا من الهجوم المميت على السياح في بلدة باهالجام الخلابة في الشطر الهندي من كشمير في 22 أبريل، والذي ألقت فيه الهند باللوم على جماعات مسلحة زعمت أنها مدعومة من باكستان. نفت إسلام آباد أي دور لها في ذلك الهجوم.
أين ضربت الهند باكستان؟
صرح المتحدث باسم الجيش الباكستاني، الفريق أحمد شريف شودري، في مؤتمر صحفي صباحي، بأن الصواريخ الهندية استهدفت أربعة مواقع في البنجاب واثنين في الشطر الباكستاني من كشمير. وقع الهجوم حوالي الساعة الواحدة صباحًا (20:00 بتوقيت غرينتش).
وقع أكبر هجوم في أحمدبور شرقية، بالقرب من مدينة بهاولبور في إقليم البنجاب. ووفقًا لشودري، فقد استُهدف مجمع مسجد، وقُتل خمسة أشخاص، بينهم طفلة في الثالثة من عمرها. ووقعت هجمات أخرى في مدينة موريدكي، وهي قرية قرب مدينة سيالكوت، وشاكار غره، وكلها في إقليم البنجاب.
كما تعرّض موقعان في الشطر الباكستاني من كشمير – مظفر آباد وكوتلي – للقصف، ودُمّرَ مسجدان، وفقًا للسلطات الباكستانية. وأضافت أن فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا وصبيًا يبلغ من العمر 18 عامًا كانا من بين القتلى في الهجمات.
وأكد تشودري مقتل ثمانية باكستانيين على الأقل، وإصابة 35 آخرين على الأقل في الهجوم. وأعلن إقليم البنجاب الباكستاني حالة الطوارئ، مع وضع المستشفيات وقوات الأمن في حالة تأهب قصوى، وإغلاق المدارس يوم الأربعاء.
كيف ردت باكستان؟
بعد وقت قصير من الهجمات الهندية، قالت القيادة الباكستانية، السياسية والعسكرية، إن البلاد استنفرت دفاعاتها، وإن طائراتها المقاتلة “مُحلّقة جوًا”. وقال رئيس الوزراء شهباز شريف في منشور على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” إن ردًا على الهند “يُرسل”.
خلال الليل، قدم الباكستانيون عدة مزاعم، بما في ذلك إسقاط ما يصل إلى خمس طائرات مقاتلة هندية، من بينها ثلاث طائرات رافال، وهي الطائرات المقاتلة الحديثة التي اشترتها الهند من فرنسا في السنوات الأخيرة.
إلى جانب تشودري، زعم وزير الإعلام عطا الله تارار ووزير الدفاع خواجة آصف، في وسائل إعلام دولية، أن باكستان أسقطت عدة طائرات هندية.
ومع ذلك، صرح الجيش الباكستاني أيضًا بأن الهند أطلقت جميع صواريخها من المجال الجوي الهندي. بمعنى آخر، إذا كانت باكستان قد أسقطت طائرات هندية، فقد أطلقت النار عليها أثناء وجودها في الأجواء الهندية.
ولم تُعلق السلطات الهندية بعد على هذه المزاعم أو ما إذا كانت جميع طائرات سلاح الجو الهندي التي شاركت في الضربات قد عادت بسلام إلى قواعدها.
اقرأ أيضًا
اليونيفيل تطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي من أراضي لبنان
لماذا ضربت الهند باكستان؟
جاءت الجولة الأخيرة من الصراع بين الدولتين النوويتين عقب الهجوم الذي وقع في وادي بايساران بمنطقة باهالغام في الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير. قتل مسلحون 26 رجلاً – 25 سائحًا وراكب خيول محلي – بعد فصلهم عن النساء.
لطالما ألقت الهند باللوم على باكستان في دعم وتسليح وتدريب الجماعات المسلحة التي تتهمها بإثارة الاضطرابات في الوادي. وأصرت باكستان على أنها لا تقدم سوى الدعم المعنوي والدبلوماسي للحركة الانفصالية في كشمير.
في أعقاب الهجوم الذي وقع الشهر الماضي، ألقت الهند باللوم على جماعة غامضة، هي جبهة المقاومة، وزعمت أنها جماعة مدعومة من باكستان ولها ملاذ آمن هناك. وفي حين أصدرت باكستان إدانة، نفت بشدة تورطها وطالبت بتحقيق “شفاف وموثوق ونزيه” في الحادث.
الهند، التي استهدفت باكستان أيضًا في عامي 2019 و2016 عقب هجمات على قواتها، أعلنت أنها سترد، حيث صرّح رئيس الوزراء مودي بأن بلاده ستلاحق مهاجمي كشمير حتى “أقاصي الأرض”.
ومع ذلك، وبعد أكثر من أسبوعين، لا يزال الجنود الهنود يمشطون غابات كشمير بحثًا عن المسلحين، حتى مع نجاحهم في ضرب أهداف عبر الحدود.
لماذا تُعد كشمير مهمة للهند وباكستان؟
هذه ليست المرة الأولى التي تخوض فيها أكبر دولتين في جنوب آسيا – واللتان يبلغ عدد سكانهما مجتمعين أكثر من 1.6 مليار نسمة، أي حوالي خُمس سكان العالم – حربًا على المنطقة. وفي الواقع، يُعدّ وادي كشمير الخلاب محور التوترات بينهما.
خاضت الدولتان المتجاورتان ثلاثًا من حروبهما الأربع السابقة على كشمير، الممتدة على مساحة 22,200 كيلومتر مربع (85,800 ميل مربع). تسيطر الدولتان حاليًا على أجزاء من كشمير – بينما تسيطر الصين على جزء آخر منها – لكنهما لا تزالان تطالبان بها بالكامل.
كيف تصاعدت التوترات منذ هجوم باهالجام؟
منذ 22 أبريل، تصاعدت التوترات، مما أدى إلى تضرر العلاقات الدبلوماسية المحدودة أصلًا.
علقت الهند مشاركتها في معاهدة مياه نهر السند، التي تتقاسم بموجبها الدولتان مياه ستة أنهار – ثلاثة لكل منهما – في حوض نهر السند. ولأن الهند هي الدولة الواقعة على ضفاف النهر العلوي، يُمكنها نظريًا تقييد وصول باكستان إلى المياه التي يحق لها الحصول عليها والتي تعتمد عليها. كما ألغت الهند تأشيرات المواطنين الباكستانيين.
هددت باكستان بتعليق اتفاقية شيملا. وطردت الدولتان دبلوماسيي ورعايا كل منهما، وأغلقتا حدودهما ومجالهما الجوي.
في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، اعتقلت السلطات أكثر من 2000 شخص، بعضهم بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، وهدمت منازل مقاتلين مزعومين، وفرضت إجراءات أمنية مشددة.
