أعرب الفنان المصري الكبير يحيى الفخراني، عن ارتباطه العاطفي العميق بالمسرح القومي، معتبرًا إياه بيته الأول وساحة انطلاقه نحو المجد الفني، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده بمناسبة عودة عرض مسرحية “الملك لير” إلى الخشبة، وقال الفخراني: “المسرح القومي هو بيتي، وأجمل ذكرياتي كانت هنا وقت عرض (البهلوان) في عهد الفنان الراحل محمود ياسين”.

غياب بعد الحريق.. وعودة مليئة بالمشاعر

تحدث الفخراني بتأثر عن فترة ابتعاده عن المسرح بعد الحريق الذي طال المبنى، مؤكدًا أن الابتعاد لم يكن خيارًا فنيًا، بل سببه شعور نفسي عميق: “شعرت باكتئاب كبير، وما قدرتش أرجع للمكان اللي ارتبطت بيه بالحب”.

هذا التصريح عكس مدى تأثر الفنان الكبير بالمكان، الذي لطالما اعتبره رمزًا للفن الراقي والانتماء الثقافي.

العالمية خيار متاح.. لكن الانتماء أولًا

ورداً على سؤال حول غيابه عن العروض المسرحية العالمية، شدد الفخراني على أن انتماءه الفني ينبع من بيئته المحلية، قائلًا: “اتعرض عليّا شغل بالإنجليزي، لكن ما حسّيتش إنه يعبر عني.. الفنان لازم يكون ابن بيئته”.

ومع ذلك، أشار إلى مشاركته العالمية عبر الأداء الصوتي في أفلام ديزني الشهيرة، والتي وصفها بأنها تجربة ممتعة نقلت صوته لجمهور من مختلف الثقافات.
“الملك لير”.. عمل يتجدد في كل عرض

أكد الفخراني أن مسرحية “الملك لير” تُعد واحدة من أكثر النصوص الإنسانية عمقًا، مشيرًا إلى أنه يكتشف في كل ليلة عرض رسالة جديدة: “في كل مرة أقدّم فيها هذا العمل، أراه من زاوية جديدة تناسب أعمارًا وثقافات مختلفة”.

موعد الانطلاق وتفاصيل العروض

من جهته، أعلن أيمن الشيوي، مدير المسرح القومي وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية، أن العرض الرسمي لمسرحية “الملك لير” سيبدأ يوم الثلاثاء 8 يوليو المقبل، ويُعرض أيام الخميس حتى الأحد، على أن تكون الإجازات أيام الاثنين، الثلاثاء، والأربعاء.

وأكد أن العمل يُقدَّم هذه المرة برؤية إخراجية جديدة تحمل توقيع المخرج شادي سرور، واصفًا المسرحية بأنها: “تحفة فنية تُعيد تقديم واحدة من أعظم كلاسيكيات شكسبير بروح معاصرة”.
طاقم جديد وتجربة متجددة

أعرب الفنان طارق الدسوقي، عن سعادته بالمشاركة في هذا المشروع، مؤكدًا أن فريق التمثيل الجديد والرؤية الإخراجية المغايرة يمنحان العرض روحًا جديدة، بعيدًا عن تكرار النُسخ السابقة.
اقرأ أيضًا

ديانا حداد تتألق في مهرجان موازين بليلة طربية استثنائية.. ومفاجأة “الدوزي” تُشعل الأجواء

قصة “الملك لير”.. خيانة الأب وبكاء الشيخوخة

تحكي المسرحية الشهيرة قصة ملك عجوز يقرر تقسيم مملكته بين بناته الثلاث بناءً على تعبيرهن عن الحب، لكنه يصطدم بالخداع والطمع، ليخسر كل شيء، ويواجه عزلة قاسية في خريف عمره.
قصة تتناول بعمق موضوعات السلطة، والخذلان، ومرارة التقدم في السن، وسط حبكة درامية لا تزال تحاكي الإنسان في كل زمن.

الفخراني والملك لير.. عودة رمزية للمسرح الحي

تُمثل عودة عرض “الملك لير” لحظة رمزية قوية في مسيرة المسرح المصري، خاصة بوجود د. يحيى الفخراني، الذي لطالما شكّل أحد أعمدة الفن العربي، وجسرًا بين الأجيال في المسرح والتلفزيون.