أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) مساء الخميس بأن أربعة أشخاص لقوا مصرعهم وفُقد نحو أربعين آخرين، جراء غارة جوية نفذها الطيران الإسرائيلي على جنوب مدينة غزة، في وسط القطاع.
وتأتي هذه الغارة بعد ساعات فقط من إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، ما أثار تساؤلات حول مدى التزام الأطراف ببنود الاتفاق الذي أُعلن عنه فجر الخميس.
استمرار القصف رغم إعلان الهدنة وسقوط عشرات الضحايا
ذكرت الوكالة الفلسطينية في وقت سابق أن عدد القتلى منذ ساعات فجر الخميس ارتفع إلى 29 شخصًا، نتيجة استمرار الغارات الإسرائيلية وعمليات نسف المنازل في مختلف مناطق قطاع غزة، رغم الإعلان الرسمي عن الهدنة.
وأشارت التقارير الميدانية إلى أن القصف استهدف منازل سكنية وبنى تحتية في أحياء مكتظة بالسكان، ما أدى إلى تزايد عدد المفقودين والمصابين.
وتحدثت مصادر طبية عن صعوبات كبيرة في عمليات الإنقاذ بسبب تواصل القصف ودمار الطرق المؤدية إلى المستشفيات.
الجيش الإسرائيلي يبرر الغارة واستهداف خلية تابعة لحماس
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارة جوية على حي الصبرة، موضحًا أن الهجوم استهدف خلية تابعة لحركة حماس قال إنها كانت “تشكل تهديدًا مباشرًا للقوات الإسرائيلية العاملة في المنطقة”.
ولم يقدّم الجيش تفاصيل إضافية حول طبيعة العملية أو الأهداف التي جرى استهدافها تحديدًا.
وأثارت هذه الغارة جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، خاصة أنها جاءت بعد الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار يُفترض أن يضع حدًا للعمليات العسكرية بين الجانبين.
اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس
وكانت إسرائيل وحركة حماس قد توصلتا، فجر الخميس، إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار وتنفيذ عملية تبادل للأسرى والرهائن، في إطار المرحلة الأولى من خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة في غزة منذ عامين.
ويتضمن الاتفاق وقف العمليات القتالية وانسحابًا جزئيًا للقوات الإسرائيلية من القطاع، مقابل إفراج حماس عن 48 رهينة كانت تحتجزهم منذ الهجوم الذي أشعل فتيل الحرب، في حين تفرج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين لديها.
ترامب يصف الاتفاق بخطوة نحو “سلام دائم”
وفي واشنطن، عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تفاؤله بالاتفاق الجديد، مؤكدًا أنه قد يمهد الطريق لتحقيق “سلام دائم” بين الجانبين، على حد تعبيره.
ومن المقرر، بحسب بنود الاتفاق، أن تطلق حركة حماس سراح عشرين رهينة من بين المحتجزين الأحياء خلال 72 ساعة من بدء تنفيذ الهدنة، في حين تتواصل المفاوضات عبر وسطاء إقليميين ودوليين لضمان تنفيذ بنود الاتفاق بالكامل ومنع عودة التصعيد العسكري في القطاع.
اقرأ ايضًا…السلطة الفلسطينية تسعى لدور قيادي في غزة بعد إعلان انتهاء الحرب