في وقتٍ يمضي فيه العام الثاني على الحرب التي مزّقت غزة، يتصاعد دخان الأمل والخوف في آنٍ معًا. صرخات المدنيين، ونداءات الدبلوماسية، وخطط السياسيين تتشابك في لوحة معقّدة، تحاول “أسوشيتد برس” أن تفكّكها عبر 4 سيناريوهات محتملة لما قد يكون عليه مصير غزة في الأيام القادمة.
4 سيناريوهات.. تكتب كل منها حكاية مختلفة لشعب أنهكته النار والحصار، وينتظر قرارًا لا يصدر من غزة نفسها، بل من أماكن أبعد بكثير.. من واشنطن وتل أبيب.
السيناريو الأول.. «عودة الاحتلال.. من الخراب إلى السيطرة»
بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء دولة الاحتلال، يبدو كمن يفكر في العودة إلى نقطة الانسحاب قبل عامين، وفقًا لتسريبات صحفية إسرائيلية، فإن الرجل على وشك أن يأمر بإعادة احتلال غزة بالكامل، لم يعد الأمر مجرد تكهنات؛ فالاجتماعات الأمنية الطارئة تُعقد، والخرائط تُعاد رسمها.
لكن هذه الخطوة ليست بلا ثمن، العالم قد ينقلب على إسرائيل إن مضت نحو احتلال كامل، المعارضة الداخلية تشتعل، لا سيما من العائلات التي لا تزال تنتظر عودة أبنائها الأسرى.
قادة عسكريون سابقون حذروا من “مستنقع غزة” مرة أخرى، ومع ذلك، لا يزال اليمين المتطرف الإسرائيلي يدفع نحو هذا السيناريو بشراسة. فهم يرونه فرصة لـ”ضم غزة” و”تهجير سكانها”، وإعادة بناء المستوطنات اليهودية التي هُدمت قبل سنوات.
السيناريو الثاني.. سلام هشّ على طاولة الشروط الدولية
في سيناريو آخر، يقف وقف إطلاق النار كخيار مطروح، لكن هذه المرة بشروط حماس والمجتمع الدولي. التنظيم الفلسطيني عرض إطلاق سراح الأسرى مقابل انسحاب إسرائيلي كامل، ووقف إطلاق النار نهائيًا.
هذا هو السيناريو الذي دعمته إدارة بايدن ومجلس الأمن الدولي في السابق، ولكن المخاوف داخل إسرائيل أكبر من مجرد حسابات السلام. هناك هاجس دائم من أن الانسحاب الكامل سيمنح حماس فرصة لإعادة بناء قوتها العسكرية. أما نتنياهو، فيخشى أكثر من مجرد صواريخ؛ إنه يخشى أن يخسر حكومته المتشددة إن وافق على هذا النوع من التهدئة.

السيناريو الثالث.. سلام على طريقة تل أبيب
أما السيناريو الثالث، فيحمل شكلًا من أشكال وقف إطلاق النار، ولكن بشروط إسرائيل فقط. يقول نتنياهو إن الحرب ستتوقف عندما يتم استعادة جميع الرهائن، وتُهزم حماس أو تقرر التخلي عن سلاحها ومغادرة القطاع.
لكن حتى هذا “السلام”، يخفي وراءه مشروعًا أكبر وأكثر خطورة، ففي خلفية هذه الخطة، تتحدث تل أبيب عن مشروع لإعادة توطين سكان غزة في دول أخرى، فيما تصفه بأنه “هجرة طوعية”، بينما يراه الفلسطينيون ومعهم معظم المجتمع الدولي بأنه تهجير قسري صريح، يناقض القانون الدولي ويعيد للأذهان مشاهد النكبة الأولى.
السيناريو الرابع: “حرب لا تنتهي.. نار بلا أفق”
وهناك ذلك السيناريو الصامت الصاخب في آنٍ: استمرار الحرب بلا نهاية. لا تسوية، ولا اجتياح، ولا انسحاب. مجرد ضربات متفرقة من السماء، واشتباكات مستمرة على الأرض. الرهائن يظلون تحت قبضة حماس لأشهر وربما سنوات. المساعدات تتسلل أحيانًا من تحت الأنقاض، بينما تعيش غزة في حالة من الانتظار المزمن.
هذا السيناريو، رغم قسوته، يبدو الأكثر واقعية في المدى القريب. لا أحد مستعد للتنازل، والجميع ينتظر حدثًا خارجيًا يعيد ترتيب الأوراق.
اقرأ أيضا..
المجاعة في غزة: أزمة صحية مركبة تهدد أرواح الأطفال والنساء وكبار السن