شهد المقر الشرقي لشركة مايكروسوفت في ريدموند بولاية واشنطن اعتصامًا لعشرات الموظفين الحاليين والسابقين، احتجاجًا على ما وصفوه باستخدام الجيش الإسرائيلي لبرمجيات الشركة في عملياته داخل قطاع غزة وتمكينه من مراقبة الفلسطينيين.
الاعتصام جاء بعد أيام قليلة من إعلان الشركة فتح تحقيق مستقل في استخدام برنامجها السحابي «Azure»، وسط تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية على إدارة الشركة.
شعارات ومطالب حادة
رفع المحتجون لافتات كُتب عليها «انضموا إلى انتفاضة العمال – لا عمل من أجل الإبادة الجماعية» و«ساحة شهداء الأطفال الفلسطينيين»، معلنين الساحة المحيطة بـ«منطقة حرة».
وقادت مجموعة «لا عمل من أجل الإبادة الجماعية» هذه الفعالية، مطالبة الشركة بسحب استثماراتها من إسرائيل والتوقف عن توفير أي دعم تقني قد يُستخدم في العمليات العسكرية ضد المدنيين الفلسطينيين.
تصعيد بعد صمت الشركة
قال المتظاهر حسام نصر، الذي عمل في مايكروسوفت ثلاث سنوات قبل فصله العام الماضي بعد مشاركته في وقفات داعمة لفلسطين، إنهم قرروا تصعيد تحركاتهم بسبب غياب رد واضح من الشركة على مخاوف الموظفين.
وأكد أنه شعر بدافع شخصي للتظاهر بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف في غزة، أحد الإعلاميين الخمسة الذين قُتلوا مؤخرًا.
وأضاف: «لقد كان صوت الناس في غزة، واستُهدف عمدًا لأنه وثّق ما يجري من مجاعة وقصف متواصل».
اتهامات خطيرة لوحدة إسرائيلية
تقرير مشترك لصحيفة «الغارديان» ومجلتي «+972» و«لوكال كول» كشف أن وحدة المراقبة العسكرية الإسرائيلية «8200» تستخدم منصة Azure لتخزين كميات هائلة من تسجيلات المكالمات الهاتفية لسكان الضفة الغربية وقطاع غزة.
مايكروسوفت نفت علمها باستخدام خدماتها في مراقبة المدنيين أو جمع بياناتهم، مؤكدة أنها تراجع الأمر بدقة ولم تجد أدلة على إساءة استخدام تقنياتها حتى الآن.
الأزمة الإنسانية في غزة خلفية أساسية
الاحتجاجات أمام مايكروسوفت تأتي في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من تفاقم المجاعة وانتشار الأمراض في غزة، حيث تشير التقديرات إلى مقتل أكثر من 62 ألف فلسطيني منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في 7 أكتوبر.
وقالت نسرين جرادات، موظفة في مايكروسوفت تبلغ من العمر 29 عامًا: «كل ثانية تمر يزداد الجوع ويزداد القصف. حان الوقت للتصعيد بأي وسيلة ممكنة».
رد شركة مايكروسوفت والشرطة
استمر الاعتصام نحو ساعتين قبل أن تتدخل الشرطة وتطلب من المحتجين المغادرة، مهددة بالاعتقال بتهمة التعدي على ممتلكات الغير.
وأوضح متحدث باسم مايكروسوفت أن الشركة استمعت لشكاوى الموظفين وأجرت مقابلات داخلية لمراجعة الاتهامات، لكنها لم تجد أدلة على أن تقنياتها استُخدمت في استهداف أو إيذاء مدنيين في غزة.
انقسام داخل مجتمع الموظفين
بينما وزع المحتجون منشورات تشرح دوافعهم، أبدى بعض الموظفين تعاطفًا مع مطالبهم، في حين تعامل آخرون مع المشهد بلا اهتمام، مستمرين في حياتهم اليومية.
وقال أحد الموظفين البالغ من العمر 28 عامًا: «أتفهم موقف المتظاهرين لكن لا أظن أن تأثيرهم سيكون كبيرًا».
ومع ذلك، يرى المنظمون أن حراكهم جزء من حملة أوسع لتوعية الناس وتسليط الضوء على دور الشركات التكنولوجية في النزاعات المسلحة.
اقرأ ايضًا…استفزاز روسي للسلطات البولندية..سقوط طائرة روسية مسيّرة في بولندا يثير قلقاً أمنياً