لا يزال الغموض يسيطر على مصير عدد من قيادات حركة حماس، بعد الهجوم الجوي الإسرائيلي الذي استهدف اجتماعاً لوفد الحركة في العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء. وبينما أعلنت مصادر من الحركة ووسائل إعلام قطرية أن الوفد نجا من الهجوم، تحدثت تقارير عبرية عن نجاح العملية ومقتل ستة من كبار قادة الحركة.
روايات متضاربة حول مصير وفد حماس
أكد مصدران من حماس لوكالة رويترز أن وفد الحركة المفاوض لوقف إطلاق النار في غزة، والمقيم في الدوحة، نجا من الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مكان اجتماعهم. وأشارت وسائل إعلام قطرية بدورها إلى أن الوفد لم يتعرض لأي أذى مباشر، ونجا من محاولة الاغتيال التي نُفذت في قلب العاصمة القطرية.

في المقابل، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول أمني قوله إن التقديرات الأولية في إسرائيل تشير إلى تصفية ستة من كبار مسؤولي حماس خلال الضربة، في انتظار التأكيد النهائي.
حماس: خسائر بشرية بين المرافقين
أعلن سهيل الهندي، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن القصف الإسرائيلي أسفر عن سقوط عدد من الشهداء من مرافقي الوفد المفاوض، من بينهم جهاد لبد وهمام خليل الحية، نجل رئيس المكتب السياسي للحركة خليل الحية.
وأكد الهندي في تصريحات لقناة الجزيرة أن “قيادة الحركة نجت من محاولة الاغتيال الجبانة”، مشيراً إلى أن القصف وقع أثناء اجتماع الفريق المفاوض لمناقشة المقترح الأمريكي الأخير لوقف إطلاق النار في غزة وإبرام صفقة تبادل الأسرى.

إسرائيل: العملية حققت نجاح كبير
على الجانب الآخر، اعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن الهجوم “حقق نجاحاً كبيراً” بعد استهداف قيادات الصف الأول في حماس بالدوحة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي بشكل رسمي عن تفاصيل الضربة، مؤكداً أنها استهدفت رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية إلى جانب قادة بارزين آخرين، عبر عملية أطلق عليها اسم “قمة النار”.
اقرأ أيضًا:
15 طائرة و10 قذائف دقيقة.. تفاصيل العملية الإسرائيلية التي هزّت قطر
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن “القادة الحمساويين الذين جرى استهدافهم يتحملون المسؤولية المباشرة عن هجوم السابع من أكتوبر وإدارة الحرب ضد إسرائيل”، مؤكداً أن العملية نُفذت بدقة بواسطة سلاح الجو وبالتنسيق مع جهاز الأمن العام (الشاباك).

رد قطري غاضب
من جانبها، أدانت دولة قطر الهجوم الإسرائيلي بأشد العبارات، واصفة إياه بأنه “اعتداء جبان” وانتهاك صارخ للقانون الدولي.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان: “هذا الاعتداء الإجرامي يشكل انتهاكاً صارخاً لكافة القوانين والأعراف الدولية، وتهديداً خطيراً لأمن وسلامة القطريين والمقيمين في قطر”.
وأضاف البيان أن السلطات الأمنية والدفاع المدني تعاملت فوراً مع تداعيات الهجوم، واتخذت الإجراءات اللازمة لضمان سلامة القاطنين والمناطق المحيطة. كما شددت الدوحة على أنها لن تتهاون مع ما وصفته بالسلوك الإسرائيلي “المتهور” الذي يهدد استقرار المنطقة بأسرها.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تلعب فيه قطر دور الوسيط الرئيسي بين إسرائيل وحماس، سعياً للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. ويثير استهداف الوفد في الدوحة تساؤلات كبيرة حول مستقبل هذه الوساطة، ومدى تأثير الهجوم على فرص استئناف المفاوضات.