في أعقاب موجة الحر الشديدة التي اجتاحت فرنسا الأسبوع الماضي، اندلعت يوم السبت عدة حرائق غابات عنيفة في مناطق متعددة بجنوب البلاد، مما استدعى تدخلًا مكثفًا من رجال الإطفاء والسلطات المحلية في محاولة للسيطرة على ألسنة اللهب التي امتدت بسرعة كبيرة بسبب قوة الرياح.

حريق ضخم في “بوش دو رون” بفرنسا تمت السيطرة عليه
شهدت مقاطعة “بوش دو رون” (Bouches-du-Rhône) صباح السبت اندلاع حريق هائل في إحدى المناطق الحرجية، حيث أتت النيران على مساحة تتجاوز 100 هكتار من الغابات الكثيفة.
اقرأ أيضًا
استعراض مسلح يربك بيروت والحكومة اللبنانية تتحرك
وقد تمكن رجال الإطفاء، بعد ساعات من العمل المتواصل، من احتواء الحريق والسيطرة عليه، فيما تواصل الفرق مراقبة المنطقة تحسباً لأي تجدد للنيران بسبب الظروف الجوية غير المستقرة.
الوضع يزداد خطورة في “هيرولت” و”أود”
في مقاطعة هيرولت (Hérault)، ما زال الحريق مستعراً، حيث اجتاح أكثر من 100 هكتار من النباتات الجافة، وفقاً لما أكده العقيد جيروم بونافو، رئيس إدارة الإطفاء بالمقاطعة.
وقد تم حشد 200 رجل إطفاء بالإضافة إلى ثلاث طائرات من طراز “كنداير” المتخصصة في إخماد حرائق الغابات، والتي نفذت عشرات الطلعات الجوية فوق مناطق الحريق الصعبة التضاريس.
أما في مقاطعة “أود” (Aude)، فقد تم نشر سبع طائرات “كنداير” بناءً على تعليمات من مدير أمن المقاطعة، كريستيان بوجيه، الذي أوضح أن الحريق اندلع عند بلدة “دوزان” نتيجة اشتعال سيارة على جانب الطريق السريع، ثم امتد بشكل سريع بسبب هبات رياح تجاوزت سرعتها 110 كلم/ساعة.
وبحلول نهاية اليوم، كانت النيران قد التهمت نحو 400 هكتار من الغطاء النباتي.
إغلاق طرق سريعة وإجراءات طارئة لضمان سلامة المواطنين
وبسبب سرعة انتشار الحرائق وخطورتها على الحركة المرورية، قررت السلطات المحلية إغلاق أجزاء من الطريقين السريعين A9 وA61، واللذين يربطان بين المقاطعات المتضررة، وذلك لتأمين سلامة المسافرين وتسهيل حركة آليات الإطفاء والطوارئ.
وتم توجيه السائقين إلى طرق بديلة وسط تحذيرات رسمية من الاقتراب من مناطق الحريق أو محاولة عبورها
جهود متواصلة وسط تضاريس صعبة وتحذيرات من تعقيد الوضع
قال بول لورين، المستشار الفني لحرائق الغابات في الاتحاد الوطني لرجال الإطفاء في فرنسا، إن السلطات نشرت أكثر من 14 طائرة ومروحية، إلى جانب ما يقرب من 500 رجل إطفاء، موزعين بين موقعي الحريق في “هيرولت” و”أود”.
وأضاف أن طبيعة الأرض في تلك المناطق معقدة للغاية وصعبة الوصول، ما يعيق عمليات الإطفاء البرية ويزيد من اعتماد السلطات على التدخل الجوي.
وجه مدير أمن مقاطعة أود نداءً عاجلاً إلى المواطنين يطلب فيه التحلي بأقصى درجات الحذر واليقظة، وعدم التوجه إلى المناطق المتضررة أو الاقتراب منها، حفاظاً على سلامتهم ولتفادي عرقلة جهود الإنقاذ والإطفاء.
يُذكر أن الحرائق تأتي عقب موجة حر شديدة اجتاحت فرنسا خلال الأيام الماضية، وتجاوزت خلالها درجات الحرارة في بعض المناطق الجنوبية 40 درجة مئوية، مما أدى إلى جفاف الغطاء النباتي وتفاقم احتمالات اندلاع الحرائق مع أدنى شرارة.