كشفت مصادر دبلوماسية فرنسية، اليوم الثلاثاء، عن رفض باريس القاطع لتصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن ما سمّاه “إسرائيل الكبرى”، مؤكدة أن هذا الخطاب يُعدّ تهديدًا مباشرًا لحل الدولتين وتعديًا على القانون الدولي.

انتقادات فرنسية حادة لمشروع E1
وفي بيان رسمي، أدانت وزارة الخارجية الفرنسية، بشدة مصادقة السلطات الإسرائيلية على تنفيذ مشروع “E1″، الذي يشمل بناء أكثر من 3000 وحدة استيطانية شرق القدس المحتلة، مؤكدة أن هذه الخطوة تمثل “انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا لإمكانية إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا”.
خطة استيطانية ضخمة بقيادة سموتريتش
وكان وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، قد أعلن في وقت سابق عن المصادقة على بناء 3401 وحدة استيطانية قرب مستوطنة “معاليه أدوميم” في الضفة الغربية المحتلة، واصفًا ذلك بـ”الإنجاز التاريخي” في المسيرة الاستيطانية الإسرائيلية بعد سنوات من الجمود السياسي، وفق ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وأضاف سموتريتش أن تنفيذ مشروع “E1” سيسهم في ربط معاليه أدوميم بمدينة القدس المحتلة، ما يعني فعليًا تقطيع أوصال الضفة الغربية، وعزل مناطقها، و”دق المسمار الأخير في نعش فكرة الدولة الفلسطينية”، على حد وصفه.
4000 وحدة استيطانية جديدة ضمن 6 عطاءات بناء
من جهتها، كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، أن سلطات الاحتلال طرحت 6 عطاءات استيطانية جديدة لصالح مستوطنتي “أرئيل” و”معاليه أدوميم”، بمجموع يقارب 4000 وحدة سكنية.
وأوضحت الهيئة أن العطاءات تتضمن بناء 730 وحدة في الحي الجديد “أرئيل غرب”، إضافة إلى 2902 وحدة جديدة في “معاليه أدوميم”، ضمن المخطط رقم 320/2025، الذي أُقرّ رسميًا في يوليو الماضي.
اقرأ أيضًا
الخارجية الفلسطينية تدعو لتحرك دولي عاجل لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
الاحتلال يسابق الزمن لتغيير الواقع الديمغرافي
وأكدت الهيئة أن سرعة طرح العطاءات بعد المصادقة عليها تكشف عن سياسة سباق الزمن التي تنتهجها سلطات الاحتلال لفرض وقائع جديدة على الأرض، وتقويض أي فرص لحل سياسي مستقبلي، وأشارت إلى أن الخريطة المرفقة بالعطاء الخاص بـ”أرئيل غرب” تظهر نية الاحتلال إنشاء مستوطنة جديدة دون إعلان رسمي، حيث تبعد المنطقة المستهدفة أكثر من كيلومترين عن المستوطنة الأصلية.
المجتمع الدولي يحذر: مشروع E1 يهدد مستقبل الدولة الفلسطينية
وأعربت عدة دول عن قلقها العميق من تداعيات تنفيذ خطة “E1”، معتبرة أن هذا المشروع يُفشل إمكانية إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا، عاصمتها القدس الشرقية، ويعزز من نظام الفصل العنصري والتوسع الاستيطاني المخالف للقوانين الدولية.