منذ اندلاع حرب غزة الأخيرة، لم تعد جبهات القتال وحدها ساحة المواجهة، بل امتد الصراع إلى داخل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وعلى رأسها “الموساد”، الذي واجه سلسلة من الفضائح غير المسبوقة، وضعت سمعته الدولية على المحك، وكشفت خللاً بنيويًا في إدارة الحرب والأزمات السياسية والدبلوماسية.
تهديد المحكمة الجنائية الدولية: عندما يحاول الموساد إسكات العدالة
كشفت تقارير دولية أن مدير الموساد السابق “يوسي كوهين” مارس ضغوطًا مباشرة على المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، بهدف ثنيها عن فتح تحقيق في جرائم حرب إسرائيلية محتملة في الأراضي الفلسطينية. لم تكن الضغوط عادية، بل شملت تهديدات شخصية، ومحاولات لتشويه السمعة، في خطوة وصفتها صحيفة “ذا غارديان” بأنها أقرب إلى ممارسات المافيا.

انقسام داخلي: رؤساء الموساد يثورون ضد استمرار الحرب
في مشهد نادر، وقع أكثر من 250 مسؤولًا سابقًا في الموساد والجيش الإسرائيلي، بينهم ثلاثة رؤساء سابقين للجهاز، رسالة علنية تطالب بوقف الحرب على غزة فورًا، وإيجاد حل دبلوماسي يعيد الرهائن ويحفظ ما تبقى من صورة إسرائيل عالميًا. الرسالة حملت نقدًا لاذعًا للحكومة، واتهمت القيادة الحالية بدفع البلاد نحو هاوية أخلاقية واستراتيجية.
اعترافات تكشف العجز: “كل طفل يُقتل اليوم… سيحمل السلاح غدًا”
رئيس الموساد السابق تامير باردو وصف الحرب بأنها “إهدار كامل للأرواح والموارد والمستقبل”، محذرًا من أن كل طفل يُقتل في غزة اليوم، سيكون عدوًا مقبلًا على حدود إسرائيل. التصريحات جاءت في وقت حرج، لتؤكد مدى فقدان القيادة الإسرائيلية للسيطرة على الواقع الميداني والدولي، حتى داخل مؤسساتها الأمنية.

خطة تهجير سرية: الموساد يقترح تفريغ غزة من سكانها
في تطور خطير، أفادت تقارير إعلامية أن رئيس الموساد الحالي، دافيد برنياع، عرض على مسؤولين أمريكيين خطة لتهجير آلاف الفلسطينيين من غزة إلى دول مثل إثيوبيا وإندونيسيا. الخطة التي قُدمت على أنها “حل إنساني مؤقت”، قوبلت برفض دولي، واعتُبرت محاولة هندسة ديموغرافية تهدد بتفجير الوضع الإقليمي.
تسريبات وانكشاف: وثائق حكومية تكشف نوايا الحرب
في ضربة استخباراتية داخلية، سُربت وثائق حساسة من مكتب رئيس الوزراء إلى الإعلام، تكشف نية إسرائيل إفشال أي صفقة تبادل رهائن في مراحل مبكرة من الحرب. هذه التسريبات، التي يُعتقد أن الموساد كان طرفًا فيها، فجّرت موجة من الغضب داخل إسرائيل، وكشفت حجم الصراع بين المؤسسات الأمنية والسياسية.
اقرأ أيضا..
إيران تنفذ حكم الإعدام بحق 3 أدينوا بالتجسس
ما بين التهديدات الخارجية، والانقسامات الداخلية، والتسريبات الكاشفة، بات واضحًا أن الموساد لم يعد ذلك الجهاز الغامض المحصن من الانتقاد، بل أصبح عنوانًا لأزمة ثقة عميقة في صميم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.