فنلندا بلد السعادة كما يطلق عليها، ولم لا وهي تتصدر مؤشر السعادة العالمي منذ سنوات، فإذا كنت تعتقد أن فنلندا معروفة فقط بجمال طبيعتها ونظامها التعليمي المميز، فأنت لم تتعرف بعد على جانبها العجيب والمثير! فهذا البلد الشمالي، الذي يتصدر قوائم السعادة العالمية، يخفي بين طياته عادات وتقاليد قد تبدو غريبة للبعض لكنها جزء لا يتجزأ من ثقافته وهويته.
لماذا تعد فنلندا بلد السعادة
في كل عام، تتصدر فنلندا قائمة أسعد دول العالم وفقًا لتقرير السعادة العالمي، متفوقةً على العديد من الدول ذات الاقتصادات القوية ومستويات الرفاهية العالية، لكن، ما الذي يجعل هذا البلد الشمالي الصغير يحتل هذه المرتبة المرموقة باستمرار؟ هل السر يكمن في الطبيعة الخلابة، أم في النظام الاجتماعي القوي، أم في الثقافة الفريدة التي تعزز الرضا والاستقرار النفسي؟

الحقيقة أن السعادة في فنلندا ليست مجرد شعور لحظي، بل هي نمط حياة يرتكز على عدة عوامل، منها الرعاية الصحية الممتازة، والتعليم المجاني، والتوازن المثالي بين العمل والحياة، وانخفاض معدلات الفساد والجريمة، إضافةً إلى ارتباط الفنلنديين العميق بالطبيعة وثقافة القناعة والبساطة.
في هذا التقرير، سنستكشف الأسباب الحقيقية التي تجعل فنلندا بلد السعادة الأول في العالم، وكيف يمكن لبقية الدول أن تستلهم من هذا النموذج الفريد.
غرفة ساونا لكل مواطنيْن.. أكثر من مجرد حمام بخار
لا تُعتبر الساونا في فنلندا مجرد وسيلة للاسترخاء، بل هي جزء من الروح الوطنية، لدرجة أن هناك أكثر من 3 ملايين ساونا في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 5.5 مليون نسمة! وما يثير الدهشة أكثر، أن الاجتماعات الرسمية وحتى السياسية قد تُعقد أحيانًا داخل الساونا، حيث يؤمن الفنلنديون بأن الحرارة العالية تساعد على اتخاذ قرارات صائبة! أما بالنسبة للملابس؟ لا حاجة لها في معظم الأوقات!
أطعمة لن تجدها على موائد أخرى
إذا كنت تعتقد أن فنلندا تشتهر فقط بأطباق السمك الطازجة، فاستعد للمفاجأة! إذ تشمل قائمة الأطعمة الغريبة:
الجبن مع القهوة (Leipäjuusto)، حيث يتم غمس قطع الجبن الساخنة في القهوة وشربها معًا!
سمك الفسيخ الفنلندي، وهو طبق برائحة قوية جدًا لكنه مفضل لدى الكثيرين.
فطائر دم الغزال (Verilettu)، التي تحضر باستخدام دم الغزلان، وهي وجبة تقليدية في الشمال.
الصمت لغة فنلندية محترمة!
بينما يُنظر للصمت في بعض الثقافات على أنه محرج أو غير مرغوب، إلا أنه في فنلندا دليل على الاحترام والتفكير العميق. فلا تتفاجأ إذا وجدت نفسك وسط مجموعة من الفنلنديين دون أن يتبادلوا كلمة واحدة، أو إذا وقفوا على مسافة بعيدة عن بعضهم أثناء انتظار الحافلة.
فنلندا… بلد المسابقات الأكثر غرابة!
عندما يتعلق الأمر بالمنافسات، يبدو أن الفنلنديين لديهم شغف بالأنشطة غير التقليدية، مثل:
مسابقة حمل الزوجات، حيث يتسابق الرجال حاملين زوجاتهم على أكتافهم عبر مسار مليء بالعقبات!
رمي الهواتف المحمولة، وهي بطولة رسمية لاختبار مهارات رمي الأجهزة الإلكترونية القديمة!
الجلوس في الساونا لأطول مدة ممكنة، وهي منافسة توقفت بعد تعرض بعض المشاركين لمخاطر صحية بسبب الحرارة العالية.

إشارات مرور لحيوانات الرنة!
في بعض المناطق الشمالية، قد تصادف إشارات مرور تحذر السائقين من حيوانات الرنة التي تتجول بحرية. ولأن هذه الحيوانات تشكل خطرًا على الطرقات، يتم تثبيت عواكس ضوئية على قرونها حتى يسهل رؤيتها في الظلام!
يوم رسمي للفشل… نعم، الفشل!
بينما يحتفل العالم عادة بالنجاحات، قررت فنلندا أن تذهب عكس التيار وتخصص يوم 13 أكتوبر للاحتفال بالفشل! حيث يُشجع الفنلنديون على تقبل الإخفاقات كفرص للتعلم والتطور بدلاً من الشعور بالإحباط، لذكلك تعد فنلندا بلد السعادة.
هل تعلم أن سانتا كلوز فنلندي؟
رغم الاعتقاد السائد بأن سانتا كلوز يعيش في القطب الشمالي، إلا أن الفنلنديين يؤكدون أنه يعيش في منطقة لابلاند شمال فنلندا، حيث يمكن للزوار لقاءه في قريته الخاصة التي تفتح أبوابها طوال العام!
السباحة في المياه المتجمدة
إذا كنت تعتقد أن السباحة في فصل الشتاء فكرة مجنونة، فاعلم أن الفنلنديين يمارسونها بانتظام! إذ يقومون بقطع ثقب في الجليد والسباحة فيه، حيث يعتقدون أن هذه العادة تعزز الصحة وتمنح الجسم طاقة ونشاطًا.
فنلندا بلد السعادة والغرابة
رغم برودة الطقس، إلا أن فنلندا بلد السعادة فهو يتمتع بثقافة دافئة ومليئة بالعادات الفريدة التي تعكس روح هذا الشعب المميز. سواء كنت تخطط لزيارتها أو ترغب فقط في التعرف على ثقافتها، فإن فنلندا ستبقى دائمًا وجهة تستحق الاكتشاف!
اقرأ أيضًا:
«Toco Zoo» حديقة حيوان بشرية في اليابان للاستمتاع بحياة الكلاب مقابل 250 جنيه إسترليني