تعد فوبيا الموت مرضًا نفسيًا تتوقف عنده حياة بعض المصابين به، فلاشك أن الخوف من الموت شعوراً طبيعياً لدى البشر، ولكن حين يتحول إلى قلق مفرط يصاحبه نوعًا من الهلع، فيؤثر حينها على حياة الإنسان اليومية، ويصبح ما يُعرف برهاب الموت.
وهذا الاضطراب النفسي يُعد من أكثر أنواع الفوبيا تعقيداً، حيث يدمج بين الخوف من المجهول، الفقدان، والكثير من المشاعر السلبية المتعلقة بالموت.
ما هي فوبيا الموت؟
تعد فوبيا الموت حالة من القلق المستمر والمبالغ فيه تجاه فكرة الموت أو العمليات المرتبطة به، وعلى الرغم من أن هذا القلق قد يكون نابعاً من مخاوف وجودية، إلا أنه غالباً ما يكون ناتجاً عن عوامل نفسية أو ثقافية أو شخصية.
أسباب الإصابة باضطراب فوبيا الموت
من الممكن أن يصاب الشخص باضطراب فوبيا الموت حين يتعرض لتجربة فقدان قريب، إذ أن وفاة شخص عزيز قد تترك أثراً عميقاً، وكذلك التجارب الصادمة مثل النجاة من حادث أو مرض خطير.
وقد يكون السبب وراء الإصابة التربية والمعتقدات فإذا تم تقديم الموت بشكل مخيف أو مرعب في الطفولة يصاب الشخص في الكبر بالرعب من الموت، أو الشعور باقتراب أجله.

الأعراض النفسية
يعاني المصاب بأعراض فوبيا الموت بالكثير من الأعراض النفسية والجسدية تختلف حدتها من شخص لآخر، ولكنها تؤثر على الشخص بشكل سلبي.
ومن أبرز الأعراض النفسية القلق المستمر بسبب التفكير المفرط في الموت أو الأحداث المرتبطة به، والخوف من المستقبل، خشية الموت به في أي لحظة، ويعاني البعض من أفكار وسواسية بسبب التفكير المستمر في الموت وكيفية حدوثه.
الأعراض الجسدية
يصاب من لديه اضطراب فوبيا الموت بنوبات هلع تظهر مع حدوث تسارع ضربات القلب، ضيق التنفس، والتعرق وشعور الإنسان بأن نهاية الحياة تقترب، وكذلك الإرهاق العام نتيجة القلق المستمر ويصاب البعض بمشاكل في النوم مثل الأرق أو الكوابيس المرتبطة بالموت، وكذلك يعاني الكثيرون من آلام جسدية كالصداع أو آلام في المعدة بسبب التوتر.
علاج فوبيا الموت
حين بشعر الإنسان بالخوف من الموت ينبغي أن يحاول التفكير في الحياة كرحلة مليئة باللحظات القيمة، وليس كعدّاد للأيام والساعات، واستمداد الإلهام من الفلسفات أو المعتقدات التي تنظر للموت كمرحلة انتقالية، وليس كنهاية للإنسان، وكذلك ينبغي الحرص على التأمل والتنفس العميق حيث تساعد هذه الأمور تهدئة العقل وإبعاد الأفكار السلبية.

تعزيز الروابط الاجتماعية
لا شك أن قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء يساعد على التذكير بقيمة اللحظات الحالية وتجنب العزلة لأنها تزيد من التفكير السلبي، و يجب على المصاب أن يعمل على تعزيز الجانب الديني لديه لاسيما أن الشعور بالقرب من الله يجعل الخوف من الموت أقل حدة.
متى يزور المصاب الطبيب؟
ينبغي أن يزور المصاب بفوبيا الموت الطبيب على الفور إذا كانت الأعراض تؤثر على حياته اليومية أو تتسبب في مشاكل له بالعمل أو العلاقات الاجتماعية، حتى لا يزداد الأمر سوء.
يقوم الطبيب النفسي بإجراء مقابلات معمقة لفهم الحالة النفسية للمريض، ومدى تأثير الفوبيا على حياته اليومية، حيث يستخدم الطبيب أساليب تقييم لتحديد شدة القلق المرتبط بالخوف من الموت، للتعرف على الأفكار السلبية المرتبطة بالموت، وإعادة صياغة هذه الأفكار بطريقة إيجابية ومنطقية، ومن ثم تدريب المريض على مواجهة مخاوفه تدريجيًا بدلاً من تجنبها.
وفي الحالات الشديدة، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية مضادة للقلق أو مضادة للاكتئاب، وذلك بالتزامن مع العلاج النفسي، حيث تهدف هذه الأدوية إلى تهدئة الأعراض الجسدية والنفسية التي تصاحب فوبيا الموت.
إقرأ أيضًا:
هل ينتهي السرطان في 2025؟.. روسيا تعلن تطوير لقاح وطرحه مجانًا
دور الأهل في مساعدة المصاب بفوبيا الموت
يعد دور الأهل في علاج المصاب بفوبيا الموت أمرًا في غاية الأهمية، لاسيما أنهم أفضل مصدر للدعم النفسي، ويكون ذلك من خلال توفير بيئة داعمة وآمنة للمصاب حيث ينبغي أن يشعر بالحب والتفهم من قبل عائلته.
كما ينبغي تجنب السخرية أو التقليل من مشاعره، بل يجب الاستماع إليه بهدوء وتعاطف وتوفير مساحة للحوار المفتوح حول مخاوفه دون إصدار أحكام.ومن الضروري على الأهل معرفة طبيعة فوبيا الموت وأعراضها من مصادر موثوقة، ليساعدهم التثقيف على التعامل مع المصاب بوعي وفهم أعمق لمخاوفه. وكذلك من المهم تشجيعه على استشارة مختص نفسي إذا كان الأمر يستدعي ذلك، و تجنب التحدث عن الموت أو الأحداث السلبية بشكل مستمر أمام المصاب والابتعاد عن عرض الأفلام أو الأخبار التي قد تثير قلقه.