تنطلق اليوم أعمال القمة السابعة عشرة لمجموعة دول “بريكس” بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وسط مشاركة واسعة من قادة الدول الأعضاء والدول الشريكة، في وقت بالغ الأهمية يشهد تحولات استراتيجية في النظام العالمي.

تفاصيل انعقاد قمة البريكس
وتُعقد القمة على مدى يومين، حيث يبحث القادة المشاركون آفاق تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين دول الجنوب، في ظل التحديات العالمية الراهنة، مع تركيز خاص على ملفات الحوكمة الاقتصادية، والتكنولوجيا، والتنمية المستدامة، والمناخ، والأمن الدولي.
اقرأ أيضًا
أسعار النفط تتراجع وسط عطلة أمريكية وترقب لاجتماع أوبك+
جدول أعمال حافل وتوسيع الحضور الدولي
تُشارك في قمة البريكس 20 دولة، تشمل الدول الخمس ذات العضوية الكاملة في “بريكس” (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا)، إلى جانب دول أخرى من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، بعضها بصفة مراقب أو شريك استراتيجي.
ويتضمن جدول الأعمال جلسات عامة ومغلقة، بالإضافة إلى لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف، تهدف إلى تعميق التنسيق في ملفات الاقتصاد العالمي، وأطر الحوكمة الجديدة، وإصلاح المؤسسات الدولية.
قمة في توقيت حرج عالميًا
تأتي القمة في مرحلة دقيقة دوليًا، حيث تشهد الاقتصادات الناشئة ضغوطًا نتيجة تداعيات الجائحة، وعدم الاستقرار في سلاسل الإمداد، والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة.
وتسعى دول “بريكس” إلى تقديم نفسها كبديل حقيقي لنظام عالمي تقوده القوى التقليدية، من خلال الدفع نحو عالم متعدد الأقطاب ومتوازن المصالح.
ملفات استراتيجية على طاولة البحث
يركّز المشاركون على تعزيز التجارة البينية، ودفع التعاون في مجالات مثل الصحة العامة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة. ومن أبرز القضايا المطروحة أيضًا:
دعم استخدام العملات المحلية في التجارة بين الدول الأعضاء لتقليل الاعتماد على الدولار.
تطوير بنوك تنموية بديلة كمجموعة البنك الجديد (NDB) لتعزيز التمويل المستقل.
مواجهة تداعيات تغير المناخ في الدول النامية وتعزيز التمويل الأخضر.
بحث المبادرات الأمنية الإقليمية والدولية في ظل الاضطرابات الحالية.
رئاسة برازيلية ومساعٍ لتوسيع التأثير
تتولى البرازيل رئاسة مجموعة “بريكس” لهذا العام، وهي المرة الرابعة التي تقود فيها أعمال المجموعة منذ تأسيسها. وتحرص الحكومة البرازيلية على تعزيز دور بلادها كهمزة وصل بين أميركا اللاتينية وباقي قوى الجنوب العالمي.
وقد أكد الرئيس البرازيلي خلال كلمته الافتتاحية على أن القمة “فرصة لإعادة التوازن إلى النظام العالمي، وتعزيز العدالة الاقتصادية بين الشمال والجنوب”.
في ظل تصاعد التوترات الدولية، وانقسام العالم بين أقطاب متنافسة، تراهن دول “بريكس” على بناء نموذج شراكة مبني على المساواة والاحترام المتبادل، بعيدًا عن الهيمنة الأحادية.
ويرى مراقبون أن القمة الحالية قد تمثل منعطفًا حاسمًا في مساعي الدول الناشئة نحو تأسيس نظام عالمي بديل، يعكس مصالح وتطلعات شعوب الجنوب، ويُمهّد لتوسيع عضوية المجموعة لتشمل قوى اقتصادية جديدة.