أطلقت مصر، صباح اليوم الأحد، قافلة مساعدات إنسانية جديدة باتجاه قطاع غزة عبر معبر رفح البري، في إطار الجهود المتواصلة لتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر منذ عدة أشهر، وسط تحذيرات أممية من تفشي المجاعة وارتفاع عدد ضحايا التجويع.

الهلال الأحمر المصري يقود القافلة
تحمل القافلة التي يشرف على تسييرها الهلال الأحمر المصري، كميات كبيرة من المواد الغذائية، والمستلزمات الطبية، والاحتياجات الإنسانية العاجلة، التي باتت تمثل شريان حياة لأكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.
وتشير تقديرات المنظمات الإغاثية إلى أن قطاع غزة بحاجة إلى ما لا يقل عن 7.5 مليون وجبة يوميًا لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية للسكان، في ظل الانهيار شبه الكامل للقطاع الصحي والخدمات الأساسية.
مصر تؤكد التزامها وتندد بالقيود الإسرائيلية
تقود مصر القافلة الجديدة التي تمثل جزءًا من الجهود الإنسانية المستمرة لدعم الشعب الفلسطيني، تشير إلى أن فرق الهلال الأحمر المصري تقوم بتجهيز وتنسيق دخول القوافل، في ظل استعداد الجانب المصري لإغراق قطاع غزة بالمساعدات إذا ما رُفعت القيود المفروضة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
تبذل السلطات المصرية، جهودًا كبيرة لضمان وصول المساعدات بسرعة وفاعلية، إلا أن “القيود المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال لا تزال تعرقل دخول هذه الإمدادات، رغم الكارثة الإنسانية المستمرة”.
الحصار الإسرائيلي يغلق المعابر ويقلب اتفاق التهدئة
ويأتي إرسال القافلة في وقت تُغلق فيه إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة منذ مارس الماضي، في خرق صريح لاتفاق التهدئة الموقع في 18 يناير، والذي نص على إدخال 600 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يوميًا.
وبسبب الإغلاق الكامل للمعابر، تفاقمت الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق، حيث باتت أغلب المناطق داخل القطاع تعاني من نقص حاد في الغذاء، الماء، والدواء، في ظل انهيار البنية التحتية وتعطل شبكات الكهرباء والمياه.
الأمم المتحدة تعلن رسميًا: غزة تشهد مجاعة حقيقية
وفي تطور خطير، أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، رسميًا أن قطاع غزة يشهد مجاعة حادة للمرة الأولى، كاشفًا أن نحو 500 ألف فلسطيني يعانون من “جوع كارثي” ويواجهون خطر الموت بسبب انعدام الغذاء.
ووصف فليتشر الوضع الإنساني في غزة بأنه “عار عالمي وكارثة من صنع الإنسان”، مشيرًا إلى أن المجاعة لم تكن حتمية، بل “كان يمكن تجنبها لولا القيود المفروضة على دخول المساعدات”.
اقرأ أيضًا:
الخارجية الفلسطينية: المجاعة في غزة سياسة إسرائيلية متعمدة وليست أزمة طبيعية
اتهامات أممية لإسرائيل بعرقلة الإغاثة
واتهم المسؤول الأممي إسرائيل بارتكاب عرقلة ممنهجة لإدخال المساعدات الإنسانية، مطالبًا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بفتح المعابر فورًا والسماح بتدفق المساعدات بشكل عاجل، مشددًا على أن نظام توزيع الغذاء في غزة قد تم تفكيكه بالكامل نتيجة للحصار.
وفي السياق ذاته، حذر مساعد الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أن الوفيات الناتجة عن الجوع قد ترقى إلى “جريمة حرب”، مؤكدًا أن التجويع الممنهج للسكان المدنيين يعتبر “قتلًا عمدًا” بموجب القانون الدولي.
غوتيريش: لا يمكن أن تمر المجاعة دون عقاب
بدوره، شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أن ما تشهده غزة من مجاعة “لا يمكن أن يستمر دون محاسبة”، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ووضع حد فوري للحصار، وإنهاء معاناة المدنيين الذين أصبحوا ضحية لصراع طويل الأمد وسياسات قمعية.