أثار دور “وسام” في مسلسل لام شمسية ضجة كبيرة، خاصة وأن العمل الدرامي الذي عرض في رمضان 2025، يناقش موضوع في غاية الحساسية والأهمية في نفس الوقت.
ومن خلال الحبكة الدرامية، يظهر “وسام” الذي يقدمه النجم المصري محمد شاهين، كشخصية تبدو سوية لدرجة كبيرة يخفي ورائها جريمته البشعة في الاستغلال الجنسي لطفل صديقة المقرب.
وبالرغم من أن تلك القصة لاقت إعجاب الكثيرون من المشاهدين الذي أعربوا عن أهمية التوعية سواء للأباء أو الأبناء، فهي قصة درامية لا تضاهي الوقائع التي شهدها العالم فيما يخص تاريخ متحرشي الأطفال.

قبل «وسام في لام شمسية»
التحرش بالأطفال هو جريمة مروعة تعود لأسباب نفسية واجتماعية متعددة، وقد يكون وراءها دوافع مرضية. من أهم العوامل التي تدفع بعض الرجال إلى هذا السلوك الانحرافي الاضطرابات النفسية، مثل اضطراب الميل الجنسي نحو الأطفال ويُعرف باسم (Pedophilia)، والذي يجعل الشخص يشعر بانجذاب غير طبيعي للأطفال. كما أن التعرض للإيذاء في الطفولة قد يدفع بعض الضحايا السابقين إلى إعادة إنتاج هذا السلوك في الكبر.
إضافةً إلى ذلك، يلجأ بعض المتحرشين إلى التحرش كوسيلة للسيطرة واستغلال ضعف الأطفال لفرض نفوذهم عليهم. كما أن ضعف الردع القانوني والمجتمعي يجعل بعض الجناة يكررون جرائمهم بسبب عدم الإبلاغ أو الخوف من الفضيحة.
ومن العوامل الأخرى التي تساهم في تفشي هذه الظاهرة الإدمان على المحتوى الإباحي، خاصة المتعلق بالأطفال، مما يؤدي إلى تشوه الإدراك الجنسي. كما أن العزلة الاجتماعية والاضطرابات العاطفية تجعل بعض الأشخاص يفتقدون القدرة على بناء علاقات طبيعية مع البالغين، فيلجؤون إلى الأطفال بسبب ضعفهم. علاوة على ذلك، فإن تعاطي المخدرات أو الكحول قد يضعف القدرة على التحكم في السلوك ويؤدي إلى ارتكاب جرائم التحرش.
ولمواجهة هذه الظاهرة، يجب تعزيز الوعي المجتمعي، وتثقيف الأطفال حول كيفية حماية أنفسهم، وتشديد القوانين لمعاقبة المتحرشين. كما أن تقديم الدعم النفسي للضحايا واتخاذ إجراءات صارمة ضد المحتوى الإباحي غير القانوني يساهمان في الحد من هذه الجريمة وحماية الأطفال من الاستغلال.

اقرأ أيضًا
أسرار التجميل عبر العصور.. من خنافس الفراعنة إلى لآلئ الصينيين
6 أشهر متحرشين بالأطفال حول العالم
على مدار العقود الماضية، ظهرت العديد من القضايا البشعة المتعلقة بالتحرش بالأطفال، والتي تورط فيها شخصيات بارزة وأثرياء ومستغلون استخدموا نفوذهم لارتكاب جرائم مروعة.
وهذه القضايا لم تقتصر على بلد معين بل هزّت الرأي العام العالمي وأدت إلى تغييرات قانونية واجتماعية لمكافحة هذه الجرائم. فيما يلي بعض أشهر القضايا التي أثارت ضجة واسعة.
جيمي سافيل – بريطانيا
كان جيمي سافيل، شخصية تلفزيونية بريطانية محبوبة لعقود، لكنه بعد وفاته في عام 2011، كُشف أنه كان متحرشًا متسلسلًا استهدف مئات الضحايا، بمن فيهم أطفال في المستشفيات والمدارس.
وأثار الكشف عن جرائمه صدمة كبيرة في المملكة المتحدة وأدى إلى إصلاحات في سياسات حماية الأطفال.
جيفري إبستين – الولايات المتحدة
رجل الأعمال الأمريكي الثري جيفري إبستين، كان على صلة بشخصيات سياسية واقتصادية بارزة.
في عام 2019، ألقي القبض عليه بتهمة إدارة شبكة استغلال جنسي للقاصرات، لكنه وُجد ميتًا في زنزانته وسط مزاعم بأنه قُتل لإخفاء أسرار تتعلق بشبكته.
جاري جليتر – بريطانيا
مغني الروك البريطاني الشهير جاري جليتر، أدين بجرائم استغلال جنسي للأطفال في أكثر من دولة، بما في ذلك بريطانيا وفيتنام.
وقضى سنوات في السجن بعد الكشف عن تورطه في سلسلة من الاعتداءات.
لاري نصار – الولايات المتحدة
الطبيب الرياضي لاري نصار، الذي عمل مع فريق الجمباز الأولمبي الأمريكي، استغل الفتيات الصغيرات تحت غطاء العلاج الطبي.
وتم تقديم أكثر من 150 شهادة من ضحاياه أثناء محاكمته، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة.
مارك دوترو – بلجيكا
في التسعينيات، اعتُقل مارك دوترو في بلجيكا بعد اكتشاف أنه اختطف واحتجز واعتدى جنسيًا على عدة فتيات صغيرات.
والقضية أثارت غضبًا واسعًا في البلاد بسبب تقصير السلطات في التعامل معها.
ريتشارد هكل – بريطانيا
ريتشارد هكل، مصور بريطاني، استغل الأطفال في دول جنوب شرق آسيا، حيث ارتكب جرائمه تحت غطاء العمل الخيري.
وأدين بعد العثور على آلاف الصور ومقاطع الفيديو التي توثق انتهاكاته.
أدت هذه القضايا إلى تشديد القوانين المتعلقة بحماية الأطفال، وتحسين وسائل التحقيق في مثل هذه الجرائم، بالإضافة إلى توعية المجتمعات بأهمية الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه لحماية القاصرين من الاستغلال.