قطاع غزة.. في موقف دولي جديد يعكس القلق المتصاعد من الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قتل وإصابة مدنيين فلسطينيين جنوبي قطاع غزة، أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، بأنه “أمر غير مقبول”، مطالبًا بإجراء تحقيق فوري ومستقل لتحديد المسؤولين عن هذه الانتهاكات وتقديمهم للمساءلة.
انتهاك صارخ للقانون الإنساني بقطاع غزة
وخلال مؤتمر صحفي عقده فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في جنيف، نقل عن جوتيريش تأكيده أن استهداف المدنيين الذين يصطفون في طوابير انتظار طويلة للحصول على المساعدات الإنسانية والغذاء، في ظل الحصار المفروض على القطاع، “لا يمكن قبوله تحت أي مبرر”، مضيفًا أن ما يجري يمثل انتهاكًا مباشرًا لمبادئ القانون الإنساني الدولي.
اقرأ أيضًا
الكونجرس يتحرك: دعوات لعدم تورط الولايات المتحدة في حرب إيران وإسرائيل
تحقيق مستقل ومساءلة واضحة
وشدد جوتيريش على ضرورة أن يشمل التحقيق جميع الملابسات المحيطة بتقارير استهداف مراكز توزيع المساعدات، والتي أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
وقال نائب المتحدث الأممي إن الأمين العام “يواصل الدعوة إلى تحقيق شفاف ومستقل، يمهّد الطريق نحو إرساء المساءلة عن هذه الانتهاكات الجسيمة”.
الاحتياجات الإنسانية بقطاع غزة تتفاقم
وفي حديثه عن الوضع الإنساني المتدهور، أكد حق أن الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين في قطاع غزة “هائلة، ولا تزال غير ملباة”، لافتًا إلى أن أزمات الغذاء والماء والدواء تتفاقم بشكل يومي، في ظل استمرار القصف وإغلاق المعابر الحدودية، وهو ما يعوق إدخال المساعدات ويزيد من معاناة المدنيين.
مطالبات أممية بالتحرك
وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى أن هناك “التزامات قانونية واضحة تقع على عاتق إسرائيل بموجب القانون الإنساني الدولي”، تتمثل في وجوب الموافقة على دخول المساعدات الإنسانية وتسهيلها لجميع المدنيين الذين هم في أمسّ الحاجة إليها، مؤكدًا أن هذا الالتزام ليس خيارًا سياديًا بل واجبًا دوليًا.
وجدد المسؤول الأممي الدعوة إلى ضرورة إعادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل فوري وواسع ودون عوائق، مشددًا على أن الوقت لم يعد يحتمل المزيد من التلكؤ أو التسييس في ملف المساعدات، خاصة مع تصاعد مؤشرات المجاعة في شمال القطاع، وتسجيل حالات وفاة نتيجة الجوع وسوء التغذية.
العمل الإنساني بحاجة إلى بيئة آمنة
كما دعا فرحان حق باسم الأمين العام إلى تمكين الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من العمل في بيئة آمنة، موضحًا أن عمال الإغاثة يواجهون تحديات جسيمة في إيصال المساعدات، ويتعرضون هم أنفسهم للمخاطر، مطالبًا بضرورة “الاحترام الكامل للمبادئ الإنسانية وعدم عرقلة أنشطة الإغاثة تحت أي ذريعة”.
