أعربت دولة قطر عن رفضها الشديد لتقرير بثته القناة 12 الإسرائيلية، ووصفت ما ورد فيه من وثائق مزعومة حول تعاون قطري مع حركة “حماس” في الفترة التي سبقت هجوم 7 أكتوبر بأنها “ملفقة” و”مضلّلة”.
وأكدت أن ما ورد في التقرير يندرج ضمن محاولات متعمدة لزعزعة العلاقات بين الدوحة وواشنطن في توقيت بالغ الحساسية.
قطر تهاجم تقريرًا تلفزيونيًا إسرائيليًا
وقال المكتب الإعلامي الدولي القطري في بيان رسمي إن التقرير الإسرائيلي “ما هو إلا محاولة جديدة لزرع التوتر والانقسام بين قطر والولايات المتحدة، في وقت حرج تتكثف فيه جهودنا الدبلوماسية للتوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس”.
وأشار البيان إلى أن الوثائق التي زعمت القناة الإسرائيلية الكشف عنها تتناقض مع التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي وصف قطر بأنها “دولة معقدة، وليست دولة عدو”، في محاولة للتقليل من أهمية الدعم المالي الذي قدمته قطر لغزة على مدار سنوات، والمتمثل في ضخ مئات الملايين من الدولارات شهريًا، والذي اعتبره نتنياهو، في تصريحات سابقة، لا يمثل عاملًا حاسمًا في استعدادات حماس لشن هجومها العسكري على إسرائيل.
وفي معرض انتقاده للتقرير، وصف البيان القطري ما ورد فيه بأنه “تشتيت متعمد” تقف وراءه جهات “تحاول صرف الانتباه عن التغطية الإعلامية السلبية التي تناولت أفعالهم غير المسؤولة في غزة خلال الأسبوع الماضي”، مؤكدًا أن توقيت بث التقرير ليس عفويًا، بل يأتي في وقت تلوح فيه في الأفق فرصة حقيقية لتحقيق اختراق دبلوماسي في مفاوضات وقف إطلاق النار.

وأضاف البيان: “سبق استخدام هذا النوع من التكتيكات من قبل أطراف تعارض النجاح الدبلوماسي، ولا ترغب في رؤية جهود الوساطة التي قادتها قطر – بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب – تؤتي ثمارها، سواء في ملف غزة أو في قضايا إقليمية أخرى تهدف إلى تحقيق السلام في المنطقة”.
وأكد البيان كذلك أن “أساليب التشويه ذاتها استخدمت ضد شخصيات عارضت استمرار الحرب أو شاركت في جهود دبلوماسية لإعادة الرهائن إلى ذويهم، بما في ذلك عدد من المسؤولين في إدارة الرئيس ترامب، في محاولة للطعن في مصداقيتهم وعرقلة المسار الدبلوماسي القائم”.
وختم البيان بتأكيد أن مثل هذه الحملات الإعلامية “لن تنجح”، مشددًا على أن “العلاقات بين قطر والولايات المتحدة أقوى من أن تتأثر بوثائق مفبركة أو تقارير إعلامية مضلّلة”.
تقرير إسرائيلي مفبرك يغضب قطر
وكانت قد كشفت قناة “12” الإسرائيلية عن وثائق عُثر عليها تؤكد وجود تنسيق وثيق بين حركة حماس ودولة قطر في مساعٍ لإفشال خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، المعروفة بـ”صفقة القرن”.
وبحسب التقرير تم العثور على الوثائق خلال عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وثائق تكشف عن تنسيق بين قطر وحماس
وبحسب ما ورد في التقرير، فإن هذه الوثائق تبيّن أن العلاقة بين الدوحة وحركة حماس كانت محورية في استمرار ما وصفته القناة بـ”الأنشطة الإرهابية” للحركة، وأسهمت بشكل أساسي في تمكينها من تنفيذ الهجوم الواسع الذي وقع في السابع من أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل.
وتتضمن الوثائق تفاصيل اجتماع طارئ عُقد في شهر يونيو من عام 2019، جمع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع عدد من قادة حركة حماس، حيث جرى خلاله مناقشة تداعيات خطة ترامب للسلام، إضافة إلى مخاوف من موجة تطبيع محتملة بين دول عربية وإسرائيل.
وتشير الوثائق إلى أن الأمير تميم أعرب في الاجتماع عن قلقه من احتمال انضمام دول مثل المملكة العربية السعودية إلى ركب التطبيع، وهو ما يهدد موقع القضية الفلسطينية إقليميًا ودوليًا.
وفي الاجتماع نفسه، قال القيادي في حركة حماس خالد مشعل للأمير تميم: “علينا التعاون لإفشال صفقة القرن ومواجهتها بكل الوسائل”.
كما توثق إحدى الرسائل الصادرة في ديسمبر 2019، خلال لقاء جمع إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس آنذاك، بوزير الخارجية القطري في حينه ورئيس الوزراء القطري الحالي محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تأكيد هنية على أن “المنح القطرية تشكل الشريان الرئيسي لحماس”، في إشارة مباشرة إلى الدعم المالي الذي قدمته الدوحة للحركة.