ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمقرر عقده اليوم الجمعة، في ولاية ألاسكا، يمثل محطة محورية في السياسة الدولية، تُعيد إلى الأذهان سلسلة من اللقاءات السابقة بين الزعيمين التي شكّلت ملامح العلاقات بين واشنطن وموسكو خلال العقد الماضي.

علاقة مثيرة للاهتمام ومحل مراقبة
أشارت “بي بي سي” إلى أن هذه القمم لا تُثير فقط الجدل السياسي، بل تحمل في طيّاتها أبعاداً شخصية غير متوقعة في العلاقة بين الرئيسين، التي وصفتها بـ”المثيرة للاهتمام” والخاضعة لتدقيق شديد من وسائل الإعلام والمراقبين الدوليين.
خلافات بشأن أوكرانيا وظلال القرم
تناول التقرير الخلفية المعقدة للعلاقات بين الرجلين، لافتاً إلى أن الحرب في أوكرانيا ستكون في صلب محادثات ألاسكا، وكان ترمب قد أعرب مؤخراً عن “خيبة أمله” من بوتين بسبب استمرار النزاع وإراقة الدماء، رغم العلاقة الدافئة التي جمعت بينهما في فترات سابقة.
يُذكر أن قضية أوكرانيا كانت حاضرة منذ أول لقاء مباشر بين الرئيسين في قمة مجموعة العشرين في يوليو 2017، بعد فترة قصيرة من تولي ترمب الرئاسة، حيث أشار حينها إلى محاولات روسيا زعزعة استقرار جارتها، بعد ثلاث سنوات من ضم موسكو شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني.
ترمب يسعى لدور “صانع السلام”
في ظل استمرار الحرب، أفادت “بي بي سي” بأن ترمب يسعى لتقديم نفسه كـ”صانع سلام”، ويأمل بالتفاوض على وقف لإطلاق النار، وصرّح الأربعاء أن هناك “عواقب وخيمة للغاية” إذا لم يوافق بوتين على إنهاء النزاع، فيما وصف القمة أحياناً بأنها مجرد “تمرين استطلاعي”.
بوتين وترمب: أسلوبان متناقضان خلف الأبواب المغلقة
تناولت الشبكة البريطانية تباين أسلوب الزعيمين خلال الاجتماعات المغلقة، نقلاً عن مسؤولين ودبلوماسيين سابقين، إذ يُعرف بوتين بتحكمه الصارم في مجريات الحوار، وقدرته على إدارة الوقت والنبرة والمضمون، ما يضع ضغطاً على من يحاوره، في حين وصف ترمب بأنه أكثر ارتجالية وأقل استعداداً.
وصرح السير لوري بريستو، السفير البريطاني السابق لدى موسكو، بأن كل شيء في لقاءات بوتين “يدور حول السلطة”، فيما أضافت فيونا هيل، مستشارة سابقة لترمب، أن بوتين كان يسخر من ترمب أحياناً بطريقة لا تنقلها الترجمة الفورية بدقة.
لقاءات سابقة.. من هلسنكي إلى فيتنام
استعرض التقرير سلسلة من اللقاءات السابقة التي جمعت الزعيمين، أبرزها في هلسنكي عام 2018، حيث ظهر ترمب وهو يُدافع عن روسيا في مواجهة اتهامات تدخلها في الانتخابات الأمريكية، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة داخل الولايات المتحدة.
وفي لقطة شهيرة، أهدى بوتين ترمب كرة قدم من كأس العالم، في خطوة وصفها دبلوماسيون بأنها مدروسة بعناية لإظهار حسن النوايا بطريقة رمزية.
دبلوماسيون: بوتين مستعد دائماً.. وترمب يعتمد على “الكاريزما”
وتناول التقرير مواقف عدد من المسؤولين السابقين مثل جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأسبق لترمب، الذي أكد أن بوتين كان دائمًا هادئاً ومُحكماً في مداخلاته، عازياً ذلك إلى خلفيته في الاستخبارات السوفياتية.
بالمقابل، وصف بولتون أسلوب ترمب بأنه أقرب للمؤتمرات الصحافية العلنية، يميل إلى التصريحات المفاجئة، ولا يُعِدّ نفسه بالشكل الكافي، بل يعتمد على الكاريزما الشخصية لبناء العلاقات.
اقرأ أيضًا:
إصابة ثلاثة فلسطينيين في هجوم مسلّح نفذه مستوطنون شرق رام الله
اختتام: آمال محدودة وتوقعات متباينة
في ختام تقريرها، نقلت “بي بي سي” أن ترمب نفسه قلّل من سقف التوقعات بشأن قمة ألاسكا، قائلاً: “أعتقد أنها ستكون جيدة، لكنها قد تكون سيئة أيضاً”، ما يعكس حالة من الحذر والترقب في الأوساط الدولية تجاه ما قد تسفر عنه هذه القمة.