ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، مجزرة جديدة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث استهدفت المواطنين الفلسطينيين بشكل مباشر أثناء تجمعهم لاستلام مساعدات إنسانية في منطقة “المواصي”، ما أسفر عن استشهاد 30 مواطناً على الأقل، وإصابة أكثر من 150 آخرين بجروح متفاوتة.

قوات الاحتلال الإسرائيلي تطلق الرصاص الحي بكثافة ضد الفلسطينيين
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت الرصاص الحي بكثافة عبر آلياتها العسكرية وطائرات “كواد كابتر” المسيّرة، التي كانت تحلق على علو منخفض، لتلاحق المدنيين الذين لم يكن بحوزتهم سوى بطاقات المساعدات وأملهم الوحيد بالحصول على ما يسد رمقهم.
مراكز المساعدات تتحول إلى مصائد موت
بحسب شهود عيان، فإن الاحتلال تعمّد تحويل نقاط توزيع المساعدات إلى “مصائد قتل جماعي”، إذ لم يكن هناك أي مؤشر على وجود تهديد أمني، بينما كان مئات المواطنين يصطفون بانتظام للحصول على المعونات الغذائية التي تمثل شريان الحياة الأخير في ظل الحصار الخانق والانهيار التام للمنظومة الإنسانية في القطاع.
المشهد كان مأساوياً، حيث تناثرت جثث الشهداء على الأرض إلى جانب عبوات الطعام، بينما تصاعدت صرخات الجرحى وسط حالة من الهلع والفوضى، في ظل غياب تام للإسعافات الأولية وشحّ حاد في الخدمات الطبية نتيجة استهداف الاحتلال للمراكز الصحية والمستشفيات طوال الأشهر الماضية.
غارات متواصلة على مناطق خان يونس
وفي سياق متصل، واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية شن غاراتها الجوية المكثفة، حيث استهدفت فجر اليوم المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، كما أغارت على مناطق متفرقة شمال غرب المدينة، مما أسفر عن وقوع إصابات وأضرار كبيرة في منازل المواطنين والبنية التحتية.
ويأتي هذا التصعيد في إطار حملة عسكرية غير مسبوقة يشنها الاحتلال منذ أكثر من سبعة أشهر على قطاع غزة، استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة، بما في ذلك المحرمة دولياً، ضد مناطق سكنية ومراكز إيواء ومستشفيات ومدارس ومخيمات للنازحين.
حصيلة كارثية منذ 7 أكتوبر
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشهد غزة واحدة من أكثر الفصول دموية في تاريخها، حيث بلغت حصيلة الضحايا حتى الآن أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وفق ما أعلنت مصادر طبية فلسطينية. كما لا يزال أكثر من 11 ألف مواطن في عداد المفقودين، في حين يعيش مئات الآلاف في ظروف إنسانية كارثية نتيجة نزوحهم من منازلهم التي دمرها الاحتلال.
وتصف جهات حقوقية ودولية ما يجري في غزة بأنه “إبادة جماعية” و”جرائم حرب”، مطالبة بفتح تحقيقات فورية ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
الوضع الإنساني على شفا الانهيار الكامل
يُذكر أن قطاع غزة يعاني من كارثة إنسانية شاملة، حيث انهار النظام الصحي بالكامل، وتوقفت غالبية المستشفيات عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الأدوية، إلى جانب أزمة غذاء حادة وموجات من الأمراض المنتشرة بين السكان، لا سيما في أماكن النزوح الجماعي التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
وتستمر نداءات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية بالمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال المساعدات، إلا أن الاحتلال يواصل عرقلة وصول الإغاثة واستخدام الحصار كسلاح ضد أكثر من مليوني إنسان محاصر في القطاع.