كأس العالم 2034، خلال السنوات الأخيرة أصبحت السعودية محط أنظار العالم بسبب التغيرات الكبيرة التي تحدث على مختلف المستويات والأصعدة، حتى أنه يمكن القول أن المملكة العربية السعودية تصنع تاريخًا جديدًا مبهرًا. فإنجازات السعودية ونجاحاتها تتوالى، فلم تعد تلك الدولة التي تعتمد بشكل كبير على عائداتها من النفط والسياحة الدينية فقط، بل بات اقتصادها متنوعا بشكل كبير، ومنها صناعة الترفيه الذي دخلت عالمه بقوة من خلال تنظيم الفعاليات والمهرجانات والبطولات الرياضية أيضًا، والتي كان آخرها بالطبع الحصول على حق تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2034 بأعلى تقييم في تاريخ فيفا.
واختارت السعودية شعار “معًا ننمو” للتعبير عن أهدافها وتطلعاتها، وتسعى لتقديم نسخة غير مسبوقة من هذه البطولة التي تحظى باهتمام ومتابعة الملايين حول العالم، وقد وعدت عشاق اللعبة بالاستمتاع بتجربة سياحية وثقافية ورياضية متنوعة.

ومن خلال هذا الحدث تؤكد المملكة على أنها تمرّ بتحول هائل في مختلف القطاعات، بما في ذلك كرة القدم، مع تسارع نموها وتطورها في هذا المجال، كما تعكس تصريحاتها في ملف الترشح رغبتها في تسليط الضوء على هذه التحولات، معتبرة أن ما تشهده من تقدم في كرة القدم هو جزء من “أسرع وأكبر قصص التحول في العالم”.
كأس العالم 2034
فازت المملكة العربية السعودية بحق استضافة كأس العالم 2034، ووصف الاتحاد الدولي لكرة القدن “فيفا”، حصول ملف استضافة السعودية بأعلى تقييم في التاريخ يمنحه فيفا لملف استضافة كأس العالم حتى الآن، إذ حصد الملف السعودي تقييم 419.8 من 500.
ويشارك في البطولة المرتقبة بالسعودية 48 منتخبا، وهو النظام الجديد الذي سيتبع انطلاقا من مونديال 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وكذلك مونديال 2030 الذي يقام في المغرب وإسبانيا والبرتغال.

استعدادات السعودية لـ كأس العالم 2034
ويرجع جزء كبير من التقييم الكبير الذي حصلت عليه السعودية وأبهرت الفيفا إلى الملاعب التي ستستضيف البطولة، فمن المقرر أن تقام المنافسات على 15 ملعبًا موزعين على 5 مدن، 8 ملاعب في مدينة الرياض و4 في جدة وملعب واحد في مدن (الخبر ونيوم وأبها).
وتشمل استعدادات المملكة العربية السعودية في دعم استضافة بطولة كأس العالم 2034 من خلال تقديم مجموعة كبيرة من المرافق والخدمات اللوجستية التي تضمن نجاح الحدث، وتساعد على تعزيز تجربة البطولة للجمهور واللاعبين والمشجعين، مما يعكس قدرة المملكة على تنظيم حدث عالمي بهذا الحجم، وأبرز هذه الاستعدادات ما يلي كما يلي:
16 مطاراً دولياً لتسهيل وصول الجماهير والفرق الرياضية من مختلف أنحاء العالم.
أكثر من 230 ألف وحدة فندقية لضمان توفير الإقامة المناسبة للمشاركين والزوار.
134 منشأة تدريب مجهزة بأحدث الوسائل، لتلبية احتياجات الفرق في مختلف مراحل البطولة.
تحسين جودة الطرق الحالية وشبكة المواصلات، ما يسهم في تسهيل التنقل بين المدن والملاعب.
تطوير الفنادق والمنتجعات والمرافق السياحية في كافة المدن التي ستستضيف فعاليات البطولة أو تحتوي على ملاعب ضمن المدن الخمس الرئيسية.
ملاعب كأس العالم 2034
تستعد المملكة العربية السعودية لاستضافة مباريات كأس العالم 2026 من خلال تطوير مجموعة من الملاعب الحديثة والفريدة التي ستساهم في تعزيز البنية التحتية الرياضية بشكل غير مسبوق.
1- استاد الملك سلمان الدولي
يوجد بالرياض ويسع أكثر من 92 ألف متفرج، ويعد أكبر ملعب في السعودية، وسيكون الملعب الرئيسي للمنتخب السعودي، كما سيستضيف المباريات الافتتاحية والنهائية للبطولة.
2- استاد الأمير محمد بن سلمان
سعته أكثر من 46 ألف متفرج، ويقع بالقدية عند قاعدة جبل طويق، ويتميز بتصميم فريد واستخدام مواد معمارية مثل الزجاج الملوّن والمعادن اللامعة، سيشهد منافسات مرحلة المجموعات ودور الـ 32 وثمن النهائي.
3- استاد مدينة الملك فهد الرياضية
يتسع لأكثر من 70 ألف متفرج، ويقع بالرياض أيضًا، وسيتم تحديثه ليتناسب مع المعايير العالمية، مع سقف مستوحى من الخيمة العربية التقليدية. سيشهد المباريات الكبيرة بالإضافة إلى الحفلات الموسيقية.
4- استاد مدينة الأمير فيصل بن فهد الرياضية
يقع بالرياض وتبلغ سعته أكثر من 46 ألف متفرج.
5- استاد جنوب الرياض
تبلغ سعته أكثر من 47 ألف متفرج، ويستوحي تصميمه من العمارة السلمانية، وهو مزيج من التراث والحداثة، وسيكون الملعب الرئيسي لأحد الأندية الرياضية.
6- استاد المربع الجديد
في الرياض ويسع أكثر من 46 ألف متفرج،و يتميز بتصميم استثنائي يحاكي جذع شجرة الطلح المحلية، مع تقنيات متقدمة لتقديم تجربة مميزة للمشجعين.
7- استاد جامعة الملك سعود
بالرياض ويتسع لأكثر من 46 ألف متفرج، ويعد جزءًا من مشروع متعدد الاستخدامات ويستضيف حاليًا مباريات الدوري السعودي، وسيتم توسيع طاقته لاستضافة المباريات الكبرى.
8- استاد روشن
يوجد بالرياض ويسع46 ألف متفرج.
9- استاد مدينة الملك عبدالله الاقتصادية
سعته 45 ألف متفرج، ومكانه في جدة على شواطئ البحر الأحمر، ويتمتع بتصميم مستوحى من الشعاب المرجانية.
10- استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية
يعرف باستاد الجوهرة المشعة، يقع في جدة ويسع58 ألف متفرج.
11- استاد ساحل القدية
يقع في القدية ويسع 46 ألف متفرج.
12- استاد وسط جدة
موقعه في جدة ويتسع لـ 45 ألف متفرج، تصميمه مستوحى من جدة البلد التاريخية.
13- استاد أرامكو
في الخُبَر على شاطئ الخليج العربي ويسع 46 ألف متفرج، ويتميز بتصميم مستوحى من البحر.
14- استاد جامعة الملك خالد
موقعه في مدينة أبها، ويتسع لأكثر من 45 ألف متفرج.
15- استاد نيوم
هذا الاستاد سيكون الأكثر تميزًا في العالم، حيث سيقع في هيكل “ذا لاين” على ارتفاع أكثر من 350 مترًا، وسيعمل باستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
أهداف ومكاسب السعودية من استضافة كأس العالم
يعتبر فوز السعودية بتنظيم هذا الحدث الهام بمثابة تتويج لجهود كبيرة بذلتها المملكة في السنوات الأخيرة لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط، وتعزيز مكانتها كوجهة رياضية وسياحية عالمية، ومن المفترض أن تساهم في تدفق مليارات الدولارات من الاستثمارات، لذلك فهذه الاستضافة لا تُعتبر مجرد فرصة رياضية، بل هي وسيلة استراتيجية لعدة أهداف طويلة الأمد.
أولاً، تسعى السعودية إلى جذب الانتباه الإعلامي العالمي، مما يعزز مكانتها كداعم رئيسي للأحداث الرياضية العالمية. ثانيًا، تهدف المملكة إلى زيادة الاستثمارات الدولية في المنطقة، مما يساهم في تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن الاعتماد على النفط، وهو جزء من رؤية السعودية 2030.
وفيما يلي نستعرض أبرز المكاسب التي ستحققها السعودية من هذه الاستضافة التاريخية.
1- تعزيز الاقتصاد الوطني
تأتي استضافة كأس العالم 2034 في إطار رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وزيادة الإيرادات غير النفطية، وهو جزء من رؤية السعودية 2030. من المتوقع أن تؤدي هذه الاستضافة إلى تدفق استثمارات ضخمة من جميع أنحاء العالم، مما سيسهم في نمو الاقتصاد السعودي على المدى الطويل.
استثمارات مباشرة في مشاريع البناء والتطوير العقاري، والتكنولوجيا، والخدمات اللوجستية، حيث ستشهد المملكة تطوير بنية تحتية متطورة تضم 15 استادًا حديثًا، إضافة إلى 16 مطارًا دوليًا وأكثر من 230 ألف غرفة فندقية، مما يخلق آلاف الفرص الوظيفية في مختلف المجالات، سواء في البناء أو السياحة أو في مجالات الأمن والإدارة اللوجستية.
2- تنشيط السياحة وتنويعها
ستسهم استضافة كأس العالم 2034 في تسليط الضوء على المملكة كوجهة سياحية عالمية لا تقتصر على السياحة الدينية، فمن خلال الحدث ستتاح الفرصة للمملكة لتسويق معالمها السياحية الفريدة على مستوى العالم، سواء كانت في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة، أو في مناطق سياحية جديدة مثل نيوم وأبها.
وسيحظى الزوار بفرصة استكشاف الثقافة السعودية المتنوعة، التي تشمل المواقع التراثية والطبيعة الساحرة مثل البحر الأحمر وصحراء النفود، وغيرها.
3- تسريع تحقيق رؤية السعودية 2030
كأس العالم 2034 يعتبر جزءًا أساسيًا من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى التحول الاقتصادي والاجتماعي، وستدعم الاستضافة الأهداف طويلة المدى التي تسعى المملكة لتحقيقها، بما في ذلك:
التنمية المستدامة: من خلال استخدام الطاقة المتجددة في تصميم الملاعب والمرافق الرياضية، مثل استاد نيوم الذي سيعتمد على طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
التنوع الاقتصادي: ستسهم البطولة في تسريع تحول السعودية إلى اقتصاد غير نفطي من خلال تطوير القطاعات السياحية والترفيهية والرياضية.
دعم الابتكار والتكنولوجيا: من خلال تطبيق أحدث التقنيات في مجال الملاعب والبنية التحتية.
4- مكاسب اجتماعية وثقافية
سيكون لكأس العالم تأثير اجتماعي إيجابي على المملكة من خلال تعزيز التواصل بين مختلف الثقافات والشعوب. ستتيح البطولة فرصة للشعب السعودي لعرض ثقافته وعاداته على مستوى العالم، وتعزيز التفاعل بين المواطنين والمقيمين والزوار.
وأخيرا يمكن القول أن استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم 2034 تمثل فرصة تاريخية لها لتحقيق مكاسب اقتصادية ورياضية وثقافية هائلة، بفضل الاستعدادات الضخمة التي تشهدها المملكة في مختلف القطاعات، من المتوقع أن تترك البطولة أثرًا طويل الأمد يعزز مكانة السعودية على الساحة العالمية ويعزز قدرتها على استقطاب الاستثمارات والمشاريع التنموية المستقبلية.