- في إطار جهودها لتوسيع العلاقات التجارية وتعزيز الأمن الاقتصادي، أعربت وزيرة التجارة الكندية، ماري نغ، عن رغبة كندا في تعزيز تعاونها الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي، في وقت تواجه فيه تهديدات متزايدة من الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية، ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه التبادل التجاري بين كندا والاتحاد الأوروبي نمواً ملحوظاً، بفضل اتفاق التجارة الحرة المبرم بين الطرفين في عام 2017.
رفع حجم التبادل التجاري بين كندا والاتحاد الأوروبي
وقالت نغ في تصريحات صحفية عقب اجتماعها مع مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، ماروس سيفكوفيتش، خلال مأدبة غداء في بروكسل، إن هذا الاتفاق قد أسهم في رفع حجم التجارة بين الطرفين بنسبة 65%، لافتة إلى أن كندا تتطلع إلى تعزيز هذه الشراكة، مع التركيز بشكل خاص على القطاعات التي تهم الطرفين، مثل المعادن المهمة التي تلعب دوراً حيوياً في التحول الطاقي العالمي، بما في ذلك الكوبالت والليثيوم والنيكل.

واستعرضت نغ أيضاً الجهود المبذولة لتوسيع صادرات كندا إلى أسواق غير الولايات المتحدة، حيث تسعى الحكومة لتحقيق هدفها الطموح بزيادة هذه الصادرات بنسبة 50% بحلول عام 2025. وفي هذا السياق، أشارت إلى أن كندا تسير حالياً على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف أو حتى تجاوزه.
وتعكس تصريحات الوزيرة الكندية رغبة بلادها في الاستفادة من الفرص الاقتصادية التي يتيحها الاتحاد الأوروبي، خاصة في مجالات التكنولوجيا والابتكار، ما يفتح آفاقاً جديدة لتعاون طويل الأمد بين الطرفين. كما ركزت على أهمية دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتيسير وصولها إلى الأسواق الأوروبية.
العلاقات التجارية بين كندا وأمريكا
في المقابل، أكدت نغ على أهمية العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن بلادها ستستمر في التواصل مع الولايات المتحدة للتأثير على سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية. وذكرت نغ أنه على الرغم من التهديدات الأخيرة من واشنطن، إلا أن كندا تبذل جهوداً مستمرة لإقناع الإدارة الأميركية بأن الرسوم الجمركية قد تضر الاقتصاد الأميركي أكثر مما تنفعه.

وتعود هذه التصريحات إلى إعلان ترامب في 3 فبراير الجاري، عن نيته فرض رسوم جمركية على المنتجات الأوروبية، بعد أن سبق وفرض رسومًا على المنتجات الكندية وكذلك منتجات من المكسيك والصين. وأشار ترامب حينها إلى العجز التجاري الكبير الذي تعاني منه بلاده، واصفًا الاتفاقات التجارية الحالية مع الاتحاد الأوروبي بالدور الذي يضر بمصالح الولايات المتحدة.
إن التحديات التي تواجهها كندا نتيجة هذه التوترات الاقتصادية مع جارتها الجنوبية تستدعي تعاوناً أعمق مع الاتحاد الأوروبي من جهة، ومع تطوير استراتيجيات اقتصادية من جهة أخرى لتقليل الاعتماد على السوق الأمريكية.
وفي ظل هذه الديناميكيات، تواصل الحكومة الكندية العمل على ترسيخ موقعها كقوة اقتصادية مستقلة في الساحة العالمية، وتعزيز قدراتها التنافسية في وجه تحديات الرسوم الجمركية الأمريكية.
اقرأ أيضًا:
الحكومة الصينية تفرض رسوما جمركية على واردات أمريكية ردا على إجراءات ترامب