لا تزال أسطورة بابلو إسكوبار، زعيم كارتل ميديلين و”إمبراطور الكوكايين”، حاضرة في كولومبيا والعالم حتى بعد مقتله عام 1993. ومؤخراً، أعادت قصة جديدة إشعال الجدل حول ثرواته المخفية، بعدما أعلن مزارع كولومبي يُدعى خوسيه مارينا كارتولوس عن عثوره على كنز مدفون يقدر بـ600 مليون دولار في مزرعته الواقعة بضواحي العاصمة بوجوتا.
ووفق ما ذكرته صحيفة إنفوباى الأرجنتينية، كان كارتولوس يقوم بأعمال حفر لتوسيع زراعة النخيل عندما اصطدم ببراميل معدنية مليئة بحزم من الدولارات. المزرعة التي تعود ملكيتها لعائلته منذ أكثر من قرنين، تحولت في لحظة إلى محور اهتمام إعلامي عالمي، وسط تكهنات قوية بأن الأموال تعود إلى ثروة بابلو إسكوبار.

ثروة أسطورية صنعت إمبراطورية المخدرات
بابلو إسكوبار، الذي قُتل في مطاردة عام 1993، صُنِّف في ثمانينيات القرن الماضي كواحد من أغنى رجال العالم. فقد بلغت ثروته حينها ما بين 25 و30 مليار دولار، أي ما يعادل اليوم أكثر من 70 مليار دولار بعد احتساب التضخم.
كان كارتل ميديلين يدر إيرادات أسبوعية تصل إلى 420 مليون دولار، ما يعادل أكثر من 22 مليار دولار سنوياً من تجارة الكوكايين فقط، وهو ما منح إسكوبار سيطرة على نحو 80% من السوق العالمية للمخدرات.
أموال ضائعة بين الجرذان والتلف
ورغم تلك الثروة الهائلة، قدّرت مجلة فوربس أن نحو 10% من أموال الكارتل كانت تتعرض للتلف أو تلتهمها الجرذان بسبب تخزينها في مخابئ سرية وظروف غير مناسبة. وهذا يعني أن مليارات الدولارات ربما ضاعت إلى الأبد، فيما تبقى أجزاء أخرى مدفونة بانتظار من يكتشفها.
ظاهرة سياحة الكنوز في كولومبيا
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن العثور على أموال إسكوبار المدفونة. ففي عام 2020، كشف نيكولاس إسكوبار، ابن شقيقه، عن اكتشاف 18 مليون دولار مدفونة داخل جدار أحد المنازل، إضافة إلى أجهزة قديمة وقطع ذهبية. ورغم أن الأموال كانت تالفة، فإن مثل هذه القصص ساهمت في نمو ظاهرة تُعرف باسم “سياحة الكنوز”، حيث يتدفق مغامرون إلى مناطق يعتقد أنها تضم ثروات إسكوبار المخبأة.
موقف السلطات الكولومبية
القانون الكولومبي ينص على مصادرة أي أموال يثبت ارتباطها بالأنشطة الإجرامية، وتوجيهها إلى مشاريع اجتماعية في المناطق المتأثرة بالعنف. وحتى الآن، لم تصدر السلطات الكولومبية أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي صحة خبر العثور على كنز الـ600 مليون دولار، ما يترك القصة معلقة بين الحقيقة والأسطورة.
اقرأ أيضًا:
“رحلة البحث عن رجل في لاتيفا”.. كيف خلّفت الحروب مجتمعًا نسائيًا منسيًا؟!
من زعيم دموي إلى رمز سياحي مثير للجدل
اليوم، تحولت مزرعة بابلو إسكوبار الشهيرة Hacienda Nápoles إلى منتزه سياحي عائلي، تعرض فيه سياراته، طائراته وحتى حوض السباحة الشهير، فيما استثمرت صناعة السينما والتلفزيون بقوة في قصته المثيرة للجدل.
ورغم الجدل الأخلاقي حول تحويل مجرم دموي إلى رمز ثقافي وسياحي، فإن الاهتمام العالمي بشخصيته لم يتراجع.
باتبلو إسكوبار أسطورة لا تنتهي
بين الجرذان التي أكلت المال، والبراميل المدفونة في الأرض، والأساطير التي يرويها السكان المحليون، تظل قصة كنز بابلو إسكوبار جزءاً من إرث الجريمة المنظمة في كولومبيا. ومع مرور السنين، يزداد اعتقاد الكثيرين بأن جزءاً كبيراً من ثروة إمبراطور الكوكايين لا يزال مدفوناً في أماكن مجهولة، ينتظر من يعثر عليه بالصدفة.