قال رئيس كوريا الجنوبية بالإنابة، هان دوك-سو، إن بلاده لا تعتزم الرد على الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، مشيرًا إلى أن قرار ضبط النفس يستند إلى “الدعم التاريخي” الذي تلقته سول من الولايات المتحدة عبر العقود الماضية.

العلاقات بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة
وفي مقابلة نشرتها صحيفة فاينانشال تايمز أمس السبت، أوضح هان أن العلاقات الوثيقة بين البلدين تُملي على كوريا الجنوبية اتخاذ موقف حذر في هذه المرحلة الحساسة، وذلك قبيل عقد محادثات تجارية مهمة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة الأمريكية.
مشاورات تجارية مرتقبة في واشنطن بطلب أمريكي
أعلنت وزارة التجارة الكورية الجنوبية، اليوم الأحد، أن مشاورات تجارية ستُعقد خلال الأسبوع الجاري في واشنطن العاصمة، بناءً على طلب من الحكومة الأمريكية، وذلك في محاولة لنزع فتيل التوتر الناتج عن السياسات الحمائية الأخيرة التي تبنتها واشنطن.
اقرأ أيضًا
مخاوف أمنية وعوامل اقتصادية تهدد السياحة الأمريكية.. تراجع عدد السياح الأجانب 12% في مارس
وتسعى سول إلى حماية مصالحها الاقتصادية دون الدخول في مواجهة مباشرة، خاصة مع استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة ودول رئيسية أخرى مثل الصين والهند واليابان.
رسوم جمركية مقلقة وتحرك فوري من ترامب
وكان الرئيس الكوري المؤقت قد صرّح في وقت سابق من الأسبوع أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “على ما يبدو” قد أصدر تعليمات لإدارته لبدء مفاوضات فورية بشأن الرسوم الجمركية، ليس فقط مع كوريا الجنوبية، بل أيضًا مع اليابان والهند.
وقد فرضت الإدارة الأمريكية رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات بعض المنتجات، وهي نسبة تم تخفيضها مؤقتًا إلى 10% لمدة 90 يومًا، بهدف إعطاء فرصة لإجراء مفاوضات مع الحلفاء التجاريين.
خطة إنفاق كورية لمواجهة تداعيات الرسوم
وفي محاولة لتقليل آثار الإجراءات الأمريكية على اقتصادها المعتمد بدرجة كبيرة على التصدير، أعلنت كوريا الجنوبية عن خطة إنفاق إضافي تصل قيمتها إلى 12 تريليون وون (نحو 8.4 مليار دولار)، لدعم قطاعي الصناعة والتجارة وتحفيز النمو المحلي.
ويأتي هذا التحرك ضمن سلسلة إجراءات وقائية تتخذها الحكومة الكورية لمواجهة الضغوط الناتجة عن النزاعات التجارية العالمية، ولضمان عدم تأثر الأسواق الكورية سلبًا بالتغييرات المفاجئة في السياسات التجارية الأميركية.
وتأتي هذه التطورات في سياق تصاعد الخلافات التجارية التي تشهدها إدارة ترامب مع عدد من شركائها التجاريين، وسط اتهامات متبادلة باستخدام الرسوم الجمركية كأداة ضغط سياسي واقتصادي.
ورغم أن كوريا الجنوبية تُعد من أبرز حلفاء واشنطن في منطقة شرق آسيا، إلا أن سياستها الاقتصادية قد تواجه تحديات حقيقية إذا استمرت الإجراءات الأمريكية، ما يدفعها إلى البحث عن توازن دقيق بين الحفاظ على العلاقات الثنائية القوية ومصالحها الاقتصادية الوطنية.