سجّلت كوريا الجنوبية ارتفاعًا غير مسبوق في عدد الأجانب والكوريين من حملة الجنسيات الأجنبية المقيمين على أراضيها، حيث وصل إجمالي العدد إلى 2.73 مليون شخص حتى نهاية يونيو الماضي، وهو أعلى رقم يتم تسجيله منذ بدء رصد هذه البيانات، بحسب تقرير حديث صادر عن وزارة العدل الكورية.

أكثر من 1.5 مليون أجنبي مسجل رسميًا داخل كوريا الجنوبية
وأوضحت بيانات الهجرة أن عدد الأجانب المسجلين رسميًا بلغ 1.56 مليون شخص، يمثلون مختلف الجنسيات ويقيمون في البلاد لأسباب تتنوع بين العمل، والدراسة، واللجوء، ولمّ الشمل الأسري. كما شملت الإحصاءات عدد الكوريين الذين يحملون جنسية أجنبية، والذين بلغ عددهم 552.4 ألف شخص، ما يسلط الضوء على تنامي ظاهرة “الكوريين العائدين” أو المهاجرين من الجيل الثاني والثالث.
اقرأ أيضًا
وزير الخارجية الأمريكي: تقدم في مفاوضات غزة والحل يبدأ بالإفراج عن المحتجزين
620 ألف مقيم بتأشيرات قصيرة الأجل
وأشارت البيانات الرسمية إلى أن عدد الأجانب الذين يقيمون في كوريا الجنوبية بتأشيرات قصيرة الأجل، مثل تأشيرات السياحة والزيارات التجارية القصيرة، بلغ نحو 620.4 ألف شخص. ويُعد هذا الرقم دلالة واضحة على تنامي الحركة السياحية إلى كوريا خلال النصف الأول من العام، بعد سنوات من الركود الذي فرضته جائحة كوفيد-19.
الصينيون يمثلون أكثر من ثلث السكان الأجانب
وعلى صعيد الجنسيات، جاء المواطنون الصينيون في المرتبة الأولى من حيث عدد المقيمين الأجانب، حيث بلغ عددهم 972.1 ألف شخص، أي ما يعادل 35.6% من إجمالي عدد الأجانب في البلاد. وتليهم الجالية الفيتنامية التي بلغ عدد أفرادها 341.1 ألف شخص، ثم الجالية الأميركية بـ 196.6 ألف شخص.
وتُظهر هذه الأرقام تنوع البنية السكانية الأجنبية في كوريا الجنوبية، وارتباطها بعوامل اقتصادية وثقافية وتاريخية.
مقارنة تاريخية: من التراجع إلى التعافي
وكانت كوريا الجنوبية قد سجّلت رقمًا قياسيًا سابقًا في عدد الأجانب المقيمين عام 2019، حيث بلغ العدد آنذاك 2.52 مليون شخص. إلا أن هذا العدد شهد انخفاضًا ملحوظًا ليصل إلى 1.96 مليون شخص في عام 2021، نتيجة القيود الصارمة على التنقل والسفر التي فرضتها البلاد خلال جائحة كورونا. ومع تخفيف القيود وإعادة فتح الحدود تدريجيًا، شهدت البلاد تدفقًا متسارعًا في أعداد الزوار والمقيمين من الخارج، ما ساعد على بلوغ الرقم الحالي الذي يُعد الأعلى على الإطلاق.
دلالات اقتصادية واجتماعية للهجرة المتزايدة
ويُعد هذا الارتفاع مؤشرًا على تحوّل كوريا الجنوبية إلى وجهة جاذبة للهجرة والعمل، خاصة مع تطور قطاعات التكنولوجيا والتعليم والصحة. كما يعكس الانفتاح المتزايد للمجتمع الكوري على الثقافات الأخرى، وسط تحديات ديموغرافية محلية أبرزها الشيخوخة السكانية وتراجع معدلات المواليد.
وفي ظل هذه المتغيرات، يتوقع مراقبون أن تعمل الحكومة الكورية على تعديل سياساتها الخاصة بالهجرة والاندماج، لتعزيز الاستفادة من الطاقات البشرية الأجنبية وتخفيف الضغط عن سوق العمل المحلي.