أكدت كوريا الشمالية، السبت، أن برنامجها النووي لا يشكل ورقة للمساومة في أي مفاوضات مستقبلية، بل هو مخصص لاستخدامه في عمليات قتالية حقيقية ضد ما تصفه بـ”القوى المعادية” التي تهدد سيادتها وأمن شعبها.
كوريا الشمالية تندد بموقف حلف الناتو
وجاء هذا التأكيد في بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية، التي نددت بشدة بالموقف الذي تبنّاه مسؤولون من حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، والذين رفضوا الاعتراف بكوريا الشمالية كقوة نووية رسمية.
وفي البيان ذاته، انتقدت بيونغ يانغ التصريحات الدولية الداعية إلى تفكيك برنامجها النووي بطريقة “كاملة وقابلة للتحقق ولا رجعة فيها”، ووصفت تلك الدعوات بأنها “سخيفة”، معتبرة أنها تعكس فهماً مغلوطاً لطبيعة التهديدات التي تواجهها البلاد.
اقرأ أيضًا
المحكمة الجنائية الدولية تحت طائلة ترامب والعقوبات رد واشنطن على مذكرة اعتقال نتنياهو
وأكدت أن ترسانتها النووية ليست مجرد عنصر للضغط الدبلوماسي أو للمساومة في أي مفاوضات مستقبلية، بل هي ركيزة أساسية في استراتيجيتها الدفاعية، مصممة لتكون أداة ردع فعالة ضد أي محاولات لاستهداف سيادتها الوطنية أو تعريض أمنها الداخلي للخطر.
كوريا الشمالية لن تتخلى عن قدراتها النووية
وفيما يتعلق بالمحادثات المحتملة مع الولايات المتحدة، أوضحت بيونغ يانغ أن مسألة نزع السلاح النووي ليست مطروحة على طاولة المفاوضات، مجددة موقفها بأن أي حوار مستقبلي مع واشنطن لن يتضمن التخلي عن قدراتها النووية.
وترى كوريا الشمالية أن امتلاكها لأسلحة نووية يشكل ضمانة استراتيجية لاستقرارها وحماية لمصالحها في ظل ما تصفه بالعداء المستمر من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.
هذا التصعيد في لهجة كوريا الشمالية يعكس موقفها الحازم في مواجهة الضغوط الدولية، حيث تستمر في تحدي القرارات الأممية والعقوبات المفروضة عليها، مؤكدة أن امتلاكها للسلاح النووي يمثل رادعاً قوياً ضد أي تهديدات خارجية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، مع استمرار المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، والتي تعتبرها بيونغ يانغ استفزازاً مباشراً لأمنها القومي.
ورغم أن المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، يواصل مطالبة كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي من أجل استئناف الحوار وتحقيق الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، إلا أن الموقف الصارم الذي تتبناه بيونغ يانغ يعقد أي جهود دبلوماسية محتملة. وفي ظل هذا التعنت، يبقى مستقبل المحادثات معلقاً، في انتظار ما ستؤول إليه التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة.
