أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، استعداد بلاده لفتح قنوات حوار مع الولايات المتحدة، شرط أن تتخلى واشنطن عن مطلبها الدائم بتفكيك الترسانة النووية لبيونج يانج. وقال في خطابه أمام الاجتماع الـ13 للجمعية الشعبية العليا في قاعة مانسوداي بالعاصمة بيونج يانج، اليوم الاثنين: “لا نرى ما يمنع الحوار إذا توقفت أمريكا عن الإصرار على نزع سلاحنا النووي”.

وأضاف كيم أنه ما زال يحتفظ بـ”ذكريات طيبة” عن الرئيس الأمريكي السابق والحالي دونالد ترامب، في إشارة فسّرها مراقبون بأنها محاولة لفتح نافذة دبلوماسية جديدة، رغم تمسك بيونج يانج بموقفها النووي.
زيارة ترامب تثير التكهنات
تأتي تصريحات كيم قبل أسابيع من زيارة مرتقبة لترامب إلى كوريا الجنوبية في أكتوبر المقبل، لحضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ “أبيك” بمدينة جيونجو.
وأثارت الزيارة تكهنات حول احتمال عقد لقاء مفاجئ بين الولايات المتحدة والكوريتين، قد يعيد للأذهان مشاهد القمم السابقة بين كيم وترامب في سنغافورة وهانوي.
اقرأ أيضًا
جدل داخلي وضغوط أمريكية.. عقوبات بريطانية مرتقبة ضد حماس
موقف ثابت من البرنامج النووي
رغم الإشارات الإيجابية، شدد كيم على استحالة نزع السلاح النووي من بلاده، قائلاً: “العالم يعلم بالفعل ما تفعله الولايات المتحدة بعد نزع سلاح أي دولة، لن نتخلى أبدًا عن أسلحتنا النووية”.
وأكد الزعيم الكوري الشمالي أنه “لن تكون هناك مفاوضات – الآن أو في أي وقت – تتضمن مقايضات مع دول معادية مقابل رفع العقوبات”، مشيرًا إلى أن سياسة الضغط الأمريكية قد فشلت في كبح بلاده.
تحذيرات قوية من التصعيد
وفي لهجة حادة، حذّر كيم من أن أي محاولة لاستخدام العقوبات أو استعراض القوة العسكرية ضد كوريا الشمالية ستُقابل برد غير مسبوق. وقال: “القوى الغربية تُخطئ إذا اعتقدت أن العقوبات يمكن أن تهزمنا، لقد ألحقنا بها بالفعل هزيمة إستراتيجية”.
أما بشأن قدرات الردع النووي، فأوضح كيم أن “الردع القائم له مهمة أساسية، وهي الحيلولة دون اندلاع حرب. لكن إذا فُعّلت مهمته الثانوية، فإن البنية التحتية العسكرية لكوريا الجنوبية وحلفائها ستنهار على الفور، ما سيؤدي إلى الفناء”.
وختم قائلاً: “لا أرغب مطلقًا في مثل هذا التصعيد الخطير، لكن يجب أن يعلم الجميع أننا جاهزون له إذا فُرض علينا”.