في صباح مشمس من شهر سبتمبر 2024، كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، آنذاك المرشح الجمهوري للعودة إلى البيت الأبيض، يستمتع بجولة جولف روتينية في ناديه الخاص بويست بالم بيتش، فلوريدا. لكن ما بدا كاستراحة هادئة من زخم الحملة الانتخابية كاد يتحول إلى مأساة وطنية، حين اختبأ رجل مسلح خلف الأشجار على أطراف الملعب، ممسكًا ببندقية معدلة، ومخططًا بعناية لاغتيال ترامب.
لحظات مرعبة في محاكمة رايان روث
اسمه رايان روث، رجل أدين لاحقًا بمحاولة اغتيال رئيس سابق، تهم حيازة سلاح ناري وذخيرة كمجرم مدان، والاعتداء على ضابط فيدرالي، وحيازة سلاح برقم تسلسلي ممحى – في لائحة ثقيلة وصفتها النيابة بأنها “تمثل تهديدًا مباشرًا للديمقراطية الأميركية”.

رايان روث.. عميل سري أنقذ اللحظة
وفقًا للتقرير الرسمي، رصد أحد عملاء الخدمة السرية روث وهو يختبئ بين الأشجار ويوجه بندقيته نحو ترامب، قبل أن يطلق النار عليه دون أن يصيبه، ما دفع روث إلى الفرار داخل الملعب تاركًا خلفه سلاحه. لم تُطلق رصاصة واحدة من بندقية روث، لكن نواياه كانت واضحة تمامًا، كما أكدت هيئة المحلفين التي أدانته بالإجماع لاحقًا.
قال المدعي العام جون شيبلي في تعليقه على الحكم:”لقد كانت مؤامرة مدبرة بعناية وخطيرة للغاية، ولولا تدخل العميل السري في تلك اللحظة الحرجة، لما كان دونالد ترامب على قيد الحياة اليوم.”
رايان روث.. محاكمة غير تقليدية ونهاية درامية
المثير في القضية لم يكن فقط ما حدث على أرض الملعب، بل ما جرى داخل قاعة المحكمة. دافع رايان روث عن نفسه بعد أن أقال محاميه، مستندًا إلى ما وصفه بـ”طبيعته اللطيفة وغير العنيفة”، نافيًا وجود نية للقتل.
لكن الوقائع، والخرائط التي وُجدت بحوزته، والسلاح المعدل، ووجوده في موقع شديد الحراسة، كلها رسمت صورة مختلفة أمام هيئة المحلفين.
ومع لحظة النطق بالحكم، انفجرت دراما جديدة: استل روث قلم رصاص من جيبه وطعن نفسه في الرقبة أمام المحكمة، في مشهد صادم نقله مراسلو شبكة CNN. ورغم الطعنة، لم يصب بأذى كبير، وتمت السيطرة عليه سريعًا.
في أول رد فعل له، كتب ترامب على منصة “تروث سوشيال” قائلاً:”أنا ممتن للغاية للعدالة التي تحققت… لا يمكنك السماح بحدوث أمور كهذه – لا بصفتي رئيسًا أو حتى كشخص. لقد تم التعامل مع الأمر باحترافية عالية، وأشكر القاضي وهيئة المحلفين وكل من ساهم في تحقيق العدالة.”
تسلط هذه الحادثة الضوء على التهديدات الحقيقية التي يمكن أن تطال الشخصيات السياسية في الولايات المتحدة، في عصر يشهد تصاعدًا في التوترات والانقسامات. وبينما يعود ترامب إلى واجهة السباق الرئاسي، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل كان روث حالة فردية، أم جزءًا من نمط أكثر خطورة؟
ورغم انتهاء المحاكمة، إلا أن الجدل لم ينتهِ. البعض يرى في الحادث محاولة فردية يائسة، وآخرون يعتبرونه ناقوس خطر يقرع بقوة قبيل انتخابات يُتوقع أن تكون من الأكثر حدة في تاريخ أميركا الحديث.