أجرى وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني، اليوم الثلاثاء، لقاءً ثلاثيًا مهمًا في العاصمة الأردنية عمّان، جمعه بنظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية إلى سوريا توماس باراك، ويأتي هذا اللقاء في إطار الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إحياء مسارات الحل السياسي للأزمة السورية، وتفعيل التعاون من أجل دعم استقرار الجنوب السوري خصوصًا، والجمهورية السورية عمومًا.
مباحثات لتعزيز التعاون ودعم السيادة السورية
وبحسب البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية السورية، ناقش المسؤولون الثلاثة آفاق التعاون المشترك وسبل تطوير التنسيق فيما بينهم، بما يحقق مصلحة الشعب السوري، ويحترم سيادة سوريا ووحدة أراضيها، ويعزز أمنها الإقليمي في ظل التحديات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عقد.
وتركزت المحادثات على تعزيز الثقة بين الأطراف المعنية، والعمل على خلق أرضية مشتركة تساعد في دفع العملية السياسية، وتحقيق الاستقرار المستدام في سوريا، لا سيما في المناطق الجنوبية التي تشهد بين الحين والآخر توترات أمنية.
اتفاق على تشكيل مجموعة عمل ثلاثية
وأفضت المحادثات إلى اتفاق مهم على تشكيل مجموعة عمل سورية أردنية أمريكية، ستكون مهمتها دعم جهود الحكومة السورية في تعزيز وقف إطلاق النار بمحافظة السويداء، وتوسيع نطاقه ليشمل مناطق أخرى تعاني من اضطرابات أمنية.
وستعمل المجموعة كذلك على دفع المسار السياسي نحو حل شامل ومستدام للأزمة، عبر الحوار والتنسيق مع مختلف الأطراف المحلية والدولية، بما يضمن الخروج من حالة الجمود التي تعاني منها العملية السياسية منذ سنوات.
ترحيب بجهود الحكومة السورية في المجال الإنساني
كما أعرب كل من الأردن والولايات المتحدة عن ترحيبهما بالخطوات التي تبنتها الحكومة السورية في المجال الإنساني، خصوصًا ما يتعلق بـ:
-
استعادة الخدمات الأساسية في المناطق المتضررة.
-
محاسبة مرتكبي الانتهاكات ضد المدنيين.
-
تهيئة الظروف الملائمة لعودة النازحين داخليًا وخارجيًا إلى منازلهم، بطريقة آمنة وطوعية.
وتأتي هذه الإشادة في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى دعم إنساني واسع داخل سوريا، في ظل ظروف اقتصادية صعبة ونقص في البنية التحتية الأساسية.
اقرأ أيضًا
زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب شرق إندونيسيا دون تهديد بحدوث تسونامي
خطوة جديدة نحو حلحلة الأزمة
ويُنظر إلى هذا اللقاء الثلاثي على أنه خطوة جديدة نحو تحريك المياه الراكدة في الملف السوري، خاصة في ضوء التعاون غير المسبوق بين أطراف كانت على خلاف عميق خلال سنوات الحرب.
ويرى مراقبون أن التحول الإقليمي والدولي في التعامل مع الأزمة السورية قد يفتح الباب أمام تفاهمات أوسع، وربما يسرّع من عودة سوريا إلى محيطها العربي والدولي، إذا ما ترافقت هذه المبادرات مع خطوات جدية على الأرض.