تشهد مدينة أبردين الاسكتلندية، يوم الإثنين المقبل، لقاءً سياسياً بارزاً بين رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر والرئيس الأميركي دونالد ترامب، في إطار محادثات ثنائية تتناول ملفات استراتيجية تشمل الحرب في غزة، اتفاق التجارة بين البلدين، ودعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.
محور غزة… ضغوط بريطانية وخلافات محتملة
ووفقاً لصحيفة التلغراف البريطانية، من المتوقع أن يمارس كير ستارمر ضغوطاً على ترامب لدفعه إلى اتخاذ خطوات إضافية تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة، والدفع نحو وقف فوري لإطلاق النار.

ومن المحتمل أن تثير هذه النقطة خلافاً بين الطرفين، خاصة وأن ترامب صرح في وقت سابق بأن “حماس لا تريد السلام”، في إشارة إلى أن الضغوط لفرض تهدئة قد لا تلقى قبولاً كاملاً من جانبه.
كما سيؤكد ستارمر خلال الاجتماع على دعم الجهود الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الخمسين المتبقين في غزة، في إطار مساعيه لتخفيف التوترات الإنسانية في المنطقة.
اتفاق التجارة محور أساسي في المحادثات
وبعيداً عن الملفات الأمنية، ستتناول القمة الثنائية بشكل رئيسي آليات تفعيل اتفاق التجارة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، والذي تم التوصل إليه في مايو الماضي.

ويهدف الاتفاق إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية وتوسيع نطاق التبادل التجاري بين البلدين، في خطوة تسعى لندن من خلالها لتعويض تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وزيادة تنافسيتها في الأسواق العالمية.
الدعم لأوكرانيا وموقف من روسيا
إلى جانب الملف الفلسطيني، سيبحث ستارمر مع ترامب سبل تعزيز الدعم لأوكرانيا في مواجهة الحرب المستمرة مع روسيا.
وتأتي هذه المناقشات بعد التصريحات الأخيرة لترامب التي هاجم فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما قد يمهّد لتقارب أكبر في الموقفين الأميركي والبريطاني حيال الأزمة الأوكرانية.
اقرأ أيضًا:
ترامب يقلل من أهمية إعلان ماكرون اعتراف فرنسا بدولة فلسطين: “كل ما يقوله لا يهم”
موقف بريطانيا من الاعتراف بفلسطين
يُذكر أن كير ستارمر كان قد تعهّد سابقاً بالعمل على الاعتراف بدولة فلسطينية، إلا أنه شدّد على أن هذه الخطوة يجب أن تكون جزءاً من عملية سلام شاملة في الشرق الأوسط، بما يضمن استقرار الأوضاع ووقف العنف المستمر.
في سياق متصل، أثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نية باريس الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل جدلاً واسعاً، إذ وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو القرار بأنه “متهوّر”، في مؤشر على التباينات داخل الغرب بشأن كيفية التعامل مع القضية الفلسطينية.
أهمية اللقاء وتأثيره على العلاقات الثنائية
يُتوقّع أن يلعب لقاء أبردين دوراً حاسماً في تحديد ملامح العلاقات بين بريطانيا وأمريكا خلال الفترة المقبلة، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه البلدين، من غزة إلى أوكرانيا مروراً بملف التجارة الثنائية.