أكد ألكسندر سيرياكوف، أخصائي الأورام، أن اللقاح الروسي الجديد المصمم لعلاج السرطان يمثل تطوراً طبياً بارزاً، إذ يمكنه تقليل حجم الأورام، وإطالة عمر المريض، وتحقيق هدأة مستقرة قد تستمر لسنوات.
وأوضح أن هذا اللقاح العلاجي يُستخدم عادة في المراحل المتقدمة من المرض، أي عندما ينتشر السرطان إلى أعضاء بعيدة عبر النقائل.
وعلى الرغم من التقدم الكبير، شدد سيرياكوف على أنه لا يوجد طبيب أورام في العالم يمكنه الادعاء بالوصول إلى شفاء تام من السرطان، لكن اللقاح الجديد يعد خطوة نوعية لتحسين نتائج العلاج.
ولفت إلى أن الفوائد المحتملة تشمل إطالة العمر المتوقع للمرضى، تحسين نوعية حياتهم، تقليص حجم الأورام، وتحقيق استقرار طويل الأمد للمرض.
كما أشار إلى أن اللقاح لا يزال في مرحلة التحضير النهائي، ومن المتوقع أن يكون متاحاً للاستخدام على نطاق واسع خلال ثلاث إلى ست سنوات.
نتائج واعدة من الاختبارات ما قبل السريرية
من جانبها، أعلنت فيرونيكا سكفورتسوفا، رئيسة الوكالة الطبية والبيولوجية الفيدرالية الروسية، أن العلماء الروس أنهوا تطوير اللقاح الجديد الذي اجتاز مرحلة ما قبل السريرية بنجاح.
وأكدت أن هذه المرحلة أثبتت فعاليته العالية وسلامته التامة، حتى عند إعطائه بشكل متكرر، وأشارت إلى أن الاختبارات، التي استمرت لثلاث سنوات، أظهرت قدرة اللقاح على تقليل حجم الأورام بنسبة تتراوح بين 60 و80 في المئة.
واعتبرت سكفورتسوفا أن هذه النتائج تمثل نقلة مهمة في مواجهة المرض، خاصة للمرضى في المراحل المتقدمة، حيث يوفر أملاً جديداً في تحسين الاستجابة للعلاج وتحقيق نتائج أفضل على المدى الطويل.
اختلاف جوهري عن اللقاحات الأخرى
وفي السياق ذاته، أوضح الطبيب الروسي فلاديمير إيفاشكوف، الحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم الطبية، أن اللقاح الجديد يختلف بشكل جذري عن اللقاحات الأخرى المستخدمة حالياً في علاج الأورام.
فبينما تنقسم اللقاحات إلى نوعين، وقائية وعلاجية، فإن اللقاح الروسي الجديد ينتمي إلى الفئة العلاجية ويُخصص حصرياً للمرضى المصابين بالفعل بالسرطان.
وأبرز ما يميزه أنه يُنتج بشكل شخصي لكل مريض على حدة، استناداً إلى التحليل الجيني الخاص بورمه، على عكس بعض اللقاحات الأخرى التي تُنتج بطريقة غير شخصية وتستهدف أنواعاً مختلفة من السرطان.
آلية مبتكرة في مكافحة الأورام
وأشار إيفاشكوف إلى أن الطرق التقليدية للعلاج غالباً ما تستهدف الورم بشكل “عشوائي” على أمل القضاء على الخلايا السرطانية، بينما يعتمد النهج الجديد على تقنية “الاستطلاع” المسبق وفك الشيفرة الجينية الكاملة للورم الخاص بالمريض.
ووفقاً للوكالة الفيدرالية الطبية البيولوجية الروسية، فإن استخدام اللقاح سيبدأ في المرحلة الأولى مع مرضى سرطان القولون والمستقيم، على أن يتم توسيع نطاقه لاحقاً ليشمل أنواعاً أخرى من السرطان.
ويُتوقع أن يشكل هذا النهج المبتكر إضافة نوعية في مجال علاج الأورام، ويفتح الباب أمام اعتماد علاجات شخصية أكثر دقة وفاعلية.
اقرأ ايضًا…عادة يومية سيئة قد تؤدي إلى سرطان البنكرياس