وجه الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعرب فيها عن أمله في أن يزور الأخير البرازيل قريباً، ليتعرف بنفسه على ما وصفه بـ”البرازيل الحقيقية”، بعيداً عن أجواء التوترات السياسية والتجارية.

رسوم جمركية غير مسبوقة فرضها ترامب
فرضت إدارة ترامب رسوماً جمركية بنسبة 50% على عدد من المنتجات البرازيلية، وهي من أعلى النسب التي تلحق بشريك تجاري للولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا
أسعار النفط تتراجع بعد قمة ترامب وبوتين
وقد طالت هذه الرسوم صادرات رئيسية، مما أثر على التبادل التجاري بين أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية والولايات المتحدة، رغم فائض تجاري قدرته برازيليا بنحو 284 مليون دولار في العام الماضي.
أبعاد سياسية للتدابير التجارية
بعكس ما هو معتاد في قضايا الرسوم الجمركية، جاءت الإجراءات الأميركية بصيغة سياسية واضحة، إذ أشار ترمب إلى أن البرازيل تشن “حملة شعواء” ضد الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو، حليفه المقرب، والذي يواجه حالياً محاكمة بتهمة محاولة انقلاب ضد لولا في عام 2022.
وفي تطور لافت، فرضت واشنطن عقوبات على القاضي المكلف بقضية بولسونارو، بالإضافة إلى سبعة قضاة في المحكمة العليا البرازيلية. وقد أعلن لولا دعمه الكامل للمحكمة وتعهد بالدفاع عن “سيادة الشعب البرازيلي”، مؤكداً التزام حكومته بالتصدي للرسوم الأميركية.
استثناءات تقلّل الأثر الاقتصادي
رغم الطابع التصعيدي للقرار الأميركي، فإن الأثر الاقتصادي المباشر قد يكون محدوداً، حيث استثنى الأمر التنفيذي لترمب نحو 694 منتجاً برازيلياً، من بينها عصير البرتقال، وخام الحديد، والطائرات، وهي سلع ترى واشنطن صعوبة في الاستغناء عنها.
وتشير غرفة التجارة الأميركية في البرازيل إلى أن هذه الاستثناءات تمثل نحو 43% من إجمالي صادرات البلاد إلى الولايات المتحدة.

رسالة سلام من حقل العنب
في ختام رسالته المصوّرة، شدد لولا على أن بلاده تسعى لزرع السلام لا الكراهية، قائلاً: “نحن نزرع الغذاء لا العنف”. وأضاف أن البرازيل بلد يحب الجميع، من الولايات المتحدة إلى الصين وروسيا وأوروغواي وفنزويلا، في إشارة واضحة إلى سياسة خارجية متعددة المحاور تتجاوز الاستقطاب الدولي.