شهدت الأمم المتحدة، الاثنين، انطلاق المؤتمر الدولي لـ حل الدولتين بمشاركة عشرات وزراء الخارجية من مختلف دول العالم، بدعوة مشتركة من فرنسا والسعودية، بهدف وضع خارطة طريق واضحة نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وضمان أمن إسرائيل.
وفي كلمة بارزة خلال افتتاح المؤتمر، دعا الدكتور محمد مصطفى، رئيس الوزراء الفلسطيني، حركة حماس إلى تسليم أسلحتها للسلطة الفلسطينية ووقف سيطرتها على قطاع غزة، مؤكدًا أن توحيد الصف الفلسطيني هو السبيل لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام.

“رسالة أمل للشعب الفلسطيني”
اعتبر مصطفى أن المؤتمر يمثل “فرصة تاريخية ورسالة أمل للشعب الفلسطيني بأن هناك دربًا نحو السلام”. وقال: “لا يجب أن يُحكم على الشعب الفلسطيني بالتشرد والاحتلال إلى الأبد. هناك سبيل أفضل من الحرب يؤدي إلى سلام وأمن وازدهار مشترك.”
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني بوضع أطر زمنية محددة لتنفيذ حل الدولتين، وضمان وقف الحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع. كما شدّد على ضرورة وقف “حرب التجويع” فورًا، ودعا المجتمع الدولي إلى دعم إعادة إعمار غزة وتوحيدها مع الضفة الغربية ضمن إطار سياسي شامل.
دعوة لنشر قوات دولية
في كلمته، طالب مصطفى بنشر قوات إقليمية ودولية تحت ولاية مجلس الأمن، بالتنسيق الكامل مع السلطة الفلسطينية، لحماية الشعب الفلسطيني وضمان تنفيذ وقف إطلاق النار، على أن يمتد هذا القرار ليشمل جميع الأراضي الفلسطينية.
مؤتمر بتحديات سياسية
انعقاد المؤتمر جاء وسط مقاطعة واضحة من الولايات المتحدة وإسرائيل. فقد اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن المؤتمر “هدية لحماس” التي “ترفض مبادرات وقف إطلاق النار”، بينما أكدت إسرائيل رفضها المشاركة، معتبرة أنه “يتجاهل مسألة إدانة حماس وإعادة الرهائن”.

ويهدف المؤتمر، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي وأُجّل بسبب التصعيد الإسرائيلي ضد إيران في يونيو الماضي، إلى وضع معايير واضحة لخارطة طريق تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967، مقابل ضمان أمن إسرائيل.
باريس والرياض تقودان جهود حل الدولتين
أكّد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن بلاده ستستغل المؤتمر لحشد المزيد من الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، تماشيًا مع إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيته الاعتراف رسميًا بفلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة في سبتمبر المقبل. وقال بارو لصحيفة “لا تريبيون ديمانش”: “سندعو من نيويورك إلى مسار أكثر طموحًا يصل ذروته في 21 سبتمبر، ونأمل في أن تصدر الدول العربية موقفًا واضحًا يدين حماس ويدعو إلى نزع سلاحها.”
من جانبه، شدّد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله على أن رئاسة المملكة للمؤتمر بالشراكة مع فرنسا تأتي استنادًا إلى الموقف السعودي الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الرياض تعمل على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والدفع نحو سلام عادل وشامل يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء السعودية (واس): “المملكة، بقيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تبذل كل الجهود لإرساء السلام في الشرق الأوسط، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، ودفع المنطقة نحو التنمية والازدهار.”
دعم أممي متواصل لرؤية الدولتين
تؤيد الأمم المتحدة منذ سنوات رؤية الدولتين، بحيث تقوم دولة فلسطينية مستقلة إلى جانبمؤتمر حل الدولتين، كلمة محمد مصطفى الأمم المتحدة، دعوة حماس لتسليم السلاح، فرنسا والسعودية فلسطين، موقف الولايات المتحدة وإسرائيل من المؤتمر، اعتراف فرنسا بفلسطين، قوات دولية لحماية الفلسطينيين، الأمم المتحدة وحل الدولتين وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
اقرأ أيضًا:
نداء هام من الرئيس المصري للعالم: أنقذوا غزة قبل فوات الأوان.. ويوجه رسالة خاصة لترامب
وفي مايو 2024، صوّتت 143 دولة لصالح مشروع قرار يعتبر فلسطين مؤهلة لنيل عضوية كاملة في الأمم المتحدة، مقابل اعتراض 9 دول فقط، فيما دعت الجمعية العامة مجلس الأمن إلى إعادة النظر في المسألة بشكل إيجابي.
تصريحات الدكتور محمد مصطفى في افتتاح مؤتمر حل الدولتين لم تكن مجرد موقف سياسي عابر، بل حملت رسالة واضحة بأن مستقبل القضية الفلسطينية بات مرهونًا بقدرة المجتمع الدولي على تحويل التعهدات إلى التزامات فعلية. فالدعوة إلى نزع سلاح الفصائل، توحيد غزة والضفة، ونشر قوات دولية تمثل اختبارًا جديًا لإرادة القوى الكبرى في تثبيت السلام، بدلًا من الاكتفاء ببيانات الدعم.
ومع قيادة السعودية وفرنسا لهذه الجهود، وتلويح باريس بالاعتراف الرسمي بفلسطين، تبدو الأيام المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كان هذا المؤتمر سيشكل منعطفًا حقيقيًا نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، أم سيضاف إلى قائمة المبادرات الدولية التي بقيت حبرًا على ورق.