ذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يستعد اليوم الإثنين لعقد لقاء حاسم مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، بحضور عدد من أبرز القادة الأوروبيين.
ويأتي هذا الاجتماع في توقيت حساس، بعد قمة ترامب–بوتين في ألاسكا، حيث طالبت موسكو أوكرانيا بالتنازل عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك لإنهاء الحرب، وهو ما رفضته كييف بشكل قاطع.

موقف أوكرانيا من المفاوضات
من المتوقع أن تركز القمة على قضية التنازلات الإقليمية المحتملة، في وقت يتمسك فيه زيلينسكي بموقفه الرافض لأي مساس بوحدة الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
ويصر الرئيس الأوكراني على أن أي مفاوضات يجب أن تبدأ بوقف فوري لإطلاق النار، وأن تستند إلى خطوط الجبهة الحالية دون تغيير الحدود بالقوة.
مشاركة أوروبية واسعة لدعم كييف
يحضر القمة عدد من قادة أوروبا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بينهم:
كير ستارمر، رئيس وزراء بريطانيا
إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي
فريدريش ميرتس، المستشار الألماني
أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية
جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا
مارك روته، الأمين العام لحلف الناتو
ويعكس هذا الحضور الرفيع المستوى التضامن الأوروبي مع أوكرانيا في مواجهة الضغوط الروسية، خاصة بعد التوترات التي شهدتها زيارة زيلينسكي السابقة للبيت الأبيض.
جدول أعمال قمة ترامب وزيلينسكي
تتوزع القمة على ثلاث مراحل رئيسية:
لقاء ثنائي بين ترامب وزيلينسكي لبحث الملفات الأكثر حساسية.
اجتماع موسّع مع الوفد الأوروبي لتنسيق المواقف.
جلسة متعددة الأطراف لمناقشة الأمن الإقليمي وضمانات السلام المستقبلية، إضافة إلى الضغوط الاقتصادية على روسيا.
يركز اللقاء بشكل خاص على الضمانات الأمنية لأوكرانيا. وتشير التوقعات إلى أن الولايات المتحدة قد تعرض على كييف نظام حماية مشابه للمادة الخامسة من ميثاق الناتو، بما يضمن ردع أي اعتداءات مستقبلية.
وكان ترامب قد أبدى استعدادًا لمناقشة هذه الضمانات في إطار تحالف “الراغبين” الذي يضم واشنطن وعددًا من العواصم الأوروبية، بهدف تأمين أي اتفاق سلام محتمل على الأرض.
نحو قمة ثلاثية محتملة مع بوتين
توقعت إندبندنت أن تفتح هذه القمة الباب أمام اجتماع ثلاثي يضم ترامب وبوتين وزيلينسكي، بهدف إشراك أوكرانيا مباشرة في صياغة مستقبلها وضمان مصالحها الوطنية في أي تسوية سياسية.
اقرأ أيضًا:
ترامب يتحدث عن “تقدم كبير” بعد قمة ألاسكا مع بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا
خلفية من التوترات السابقة
الصحيفة البريطانية ذكّرت بأن هذا اللقاء يأتي بعد فشل القمة السابقة بين ترامب وزيلينسكي في فبراير/شباط الماضي، حين تصاعدت التوترات بين الجانبين بسبب اتفاقية المعادن. آنذاك، اتهم ترامب نظيره الأوكراني بـ”المقامرة بالحرب العالمية الثالثة”، وقرر تجميد المساعدات الأميركية مؤقتًا.
تؤكد هذه القمة أهميتها كونها اختبارًا محوريًا لدور الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في دعم أوكرانيا، وتأمين سلام مستدام مع الحفاظ على موقف كييف الثابت بشأن سيادتها ووحدة أراضيها.
ويرى مراقبون أن نتائج اللقاء قد تحدد المسار المستقبلي للأزمة الأوكرانية، سواء عبر تعزيز المفاوضات الدبلوماسية أو استمرار حالة التصعيد والتوتر الإقليمي.