تواجه مازيراتي، العلامة الإيطالية الفاخرة، واحدة من أصعب فتراتها بعد أن تراجعت مبيعاتها بنسبة حادة بلغت 57% خلال عام واحد فقط، مسجلة 11,300 سيارة في عام 2023. هذا التدهور دفع إلى انتشار شائعات حول احتمال بيع العلامة أو حتى إغلاقها، إلا أن مجموعة ستيلانتيس سارعت إلى نفي ذلك مؤكدًة التزامها بدعم مازيراتي وخططها المستقبلية.
دعم بديل لا يشمل البيع أو الإغلاق
رغم الأداء التجاري الضعيف، أوضحت ستيلانتيس أن مازيراتي لا تزال تمثل عنصرًا أساسيًا في استراتيجيتها للقطاع الفاخر. وبدلاً من ضخ استثمارات مباشرة ضخمة، تتجه الخطة الجديدة نحو تعزيز التعاون الداخلي، خصوصًا مع ألفا روميو، التي تتقاسم معها الجغرافيا الإيطالية والتحديات التشغيلية.

وكشف “سانتو فيليتشي”، الرئيس التنفيذي لمازيراتي وألفا روميو، عن خطة شراكة جديدة بين العلامتين لتطوير طرازات مشتركة. ورغم أن التفاصيل لم تُعتمد بعد من قبل إدارة ستيلانتيس العليا، فإن الهدف هو توحيد بعض خطوط الإنتاج وتقنيات الهندسة وخفض التكاليف من خلال تحقيق “أوجه تآزر” دون دمج العلامتين فعليًا.
هوية مستقلة لكل علامة
ورغم هذا التعاون، شدد فيليتشي على الحفاظ على استقلالية كل من مازيراتي وألفا روميو. فبينما تنتمي ألفا روميو إلى فئة السيارات الرياضية الفاخرة، تُصنف مازيراتي ضمن الفخامة الأعلى. لذا، سيتم الحفاظ على الطابع المميز لكل علامة، مع مشاركة الموارد والتقنيات في الخلفية لتعزيز الكفاءة دون المساس بالهوية.
وكان كارلوس تافاريس، الرئيس التنفيذي السابق لستيلانتيس، قد أشار سابقًا إلى أن أزمة مازيراتي لا تتعلق بجودة السيارات، التي وصفها بالجيدة، بل بضعف التسويق وتشتت الهوية، وهو ما أدى إلى تراجع كبير في مبيعاتها عالميًا.
اقرأ أيضًا:
بنتلي تكشف عن Bentayga Speed 2026.. رفاهية بلا حدود وأداء خارق في سيارة SUV فاخرة
تغييرات في المنتجات وتأجيلات
في خطوة تعكس هذا التوجه الجديد، ألغت مازيراتي النسخة الكهربائية بالكامل من طراز MC20 بعد أن تبين أن جمهورها من الأثرياء لا يزال يفضل محركات الاحتراق الداخلي. كما تم تأجيل إطلاق الجيل الجديد من كواتروبورتي، والذي كان من المفترض أن يحل محل جيبلي، حتى عام 2028.
من جهتها، لا تعيش ألفا روميو ظروفًا أفضل؛ إذ تأخر طرح الجيل الجديد من جوليا وستلفيو، وكان من المخطط أن يكونا كهربائيين بالكامل، قبل أن تقرر الشركة إضافة نسخ بمحركات احتراق، مما أدى إلى تعقيدات في الهندسة وتأخير في مواعيد الإنتاج.
وتتماشى هذه التعديلات مع التحول الأوسع في قطاع السيارات الأوروبي، حيث تراجعت العديد من الشركات عن خطط التحول الكامل للكهرباء لصالح حلول أكثر مرونة تشمل أنواع محركات متعددة.
مستقبل مرهون بالشراكة
في ظل هذا الواقع المضطرب لسوق السيارات الفاخرة وتباطؤ وتيرة التحول الكهربائي، تراهن ستيلانتيس على التعاون الذكي بين مازيراتي وألفا روميو لإنقاذ العلامتين دون المساس بطابعهما الفريد. ويُرتقب عقد اجتماع حاسم في 23 يونيو المقبل لوضع اللمسات الأخيرة على هذه الخطة. وبين التفاؤل والحذر، يعلّق الكثيرون آمالهم على قدرة هاتين العلامتين الإيطاليتين العريقتين على استعادة وهجهما من بوابة الشراكة والتجديد.