في خطوة نوعية تنسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، أعلنت شركة ماستركارد عن تدشين أول مركز للمرونة السيبرانية في المملكة، بهدف توحيد جهود المؤسسات المالية نحو بناء منظومة مدفوعات رقمية آمنة ومتقدمة. يمثل هذا المركز أول حضور من نوعه للشركة في منطقة الشرق الأوسط ضمن شبكتها العالمية لمراكز الأمن السيبراني، ويأتي بالتعاون مع بنك الرياض الذي انضم بصفته أول شريك محلي في المبادرة.
تعزيز الأمن السيبراني والتحول الرقمي
يأتي إنشاء المركز كاستجابة مباشرة لتزايد الاعتماد على المدفوعات الرقمية، وارتفاع مستوى التهديدات السيبرانية، حيث أكد سعود سوار، المدير العام لماستركارد في السعودية والبحرين والأردن ودول المشرق العربي، أن تأسيس المركز يتماشى مع توجهات المملكة في تسريع التحول الرقمي، مشيراً إلى أن زيادة استخدام الخدمات الرقمية يتطلب بالضرورة تعزيز أنظمة الحماية والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية.
أوضح سوار أن المركز سيلعب دوراً محورياً في ترسيخ الثقة في بيئة الأعمال الرقمية، من خلال تقديم منصة متخصصة لتنسيق الدفاع السيبراني وتبادل المعلومات بين القطاعين الحكومي والخاص، مؤكداً أن ماستركارد تسعى لأن تكون شريكاً استراتيجياً في حماية البنية التحتية الرقمية للمملكة.
ثلاث ركائز رئيسية للمرونة السيبرانية
يعتمد المركز على هيكلية متكاملة تستند إلى ثلاث ركائز أساسية:
-
التعليم والتدريب: تطوير الكفاءات الوطنية عبر تقديم برامج تدريبية وشهادات احترافية باللغة العربية، وتنظيم جلسات دورية لتبادل الخبرات.
-
وضع المعايير والتقييم: مساعدة المؤسسات على اعتماد مؤشرات أداء واضحة لقياس مدى نضجها السيبراني وتحديث استراتيجيات الحماية.
-
تقييم المخاطر والجاهزية: تنظيم ورش عمل تحاكي هجمات إلكترونية حقيقية مثل الابتزاز الرقمي، لاختبار الاستجابة وتعزيز المرونة.
ويهدف المركز أيضاً إلى التعاون مع الجامعات السعودية لإدماج مفاهيم الأمن السيبراني ضمن المناهج الدراسية، لبناء جيل قادر على حماية الاقتصاد الرقمي في المستقبل.
شراكة استراتيجية مع بنك الرياض
ضمن المبادرة، وقّعت ماستركارد اتفاقية شراكة مع بنك الرياض الذي سيتعاون في تنفيذ التدريبات والتقييمات الأمنية. وأكد إبراهيم الصُلبي، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس قسم الأمن السيبراني بالبنك، أن الشراكة تمثل نموذجاً يُحتذى به في القطاع المالي، داعياً باقي المؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا المالية للمشاركة في تبادل المعلومات وتعزيز القدرات الدفاعية الجماعية.
تقنيات متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي
يستفيد المركز من البنية التحتية التقنية العالمية لماستركارد، التي تضم حزمة متكاملة من الأدوات المعززة بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. ومن بين أبرز هذه الأدوات:
-
Recorded Future: منصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل المصادر المفتوحة واستباق التهديدات.
-
Brighterion: نظام فوري لمكافحة الاحتيال باستخدام تقنيات التعلم الآلي.
-
Decision Intelligence Pro: ابتكار يستند إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكنه رفع دقة اكتشاف الاحتيال بنسبة تصل إلى 300%.
-
TRM: أداة تراقب المعاملات بحثاً عن أنماط مشبوهة.
-
NuData: تقنية تحليل السلوك الحيوي للتحقق من هوية المستخدم.
-
Payment Passkey: نظام مصادقة بيومترية يحل محل كلمات المرور التقليدية، لتأمين عمليات الدفع.
تُعد هذه المنظومة التقنية من بين الأحدث على مستوى العالم، وهي مصممة خصيصاً لتواكب التحديات الأمنية المتزايدة في السوق السعودية.
محاكاة واقعية وتدريب عملي للأزمات
يوفر المركز بيئة تدريبية واقعية من خلال ورش عمل تحاكي سيناريوهات هجمات إلكترونية معقدة تستهدف البنية التحتية المالية. وتهدف هذه التمارين إلى صقل مهارات الاستجابة للأزمات وتوليد خطط تطوير عملية يمكن تنفيذها فوراً، ما يرفع كفاءة الفرق الأمنية المحلية ويُعزز قدرتها على التعامل مع التهديدات الديناميكية.
ماستركارد واستثمار استراتيجي طويل الأمد
كشفت ماستركارد أنها استثمرت نحو 10.7 مليار دولار في تقنيات الأمن السيبراني خلال السنوات الست الماضية، في مؤشر واضح على التزامها بتأمين البيئة الرقمية عالمياً. وأشار سوار إلى أن 55% من المؤسسات في الشرق الأوسط تخطط لزيادة إنفاقها على الأمن الرقمي في عام 2025، مقارنة بـ53% عالمياً، ما يعكس تصاعد الوعي الإقليمي بأهمية هذا المجال.
خطط للتوسع خارج القطاع المالي
لا تقتصر أهداف المركز على القطاع المالي، بل يعتزم التوسع مستقبلاً إلى مجالات حيوية مثل الصحة والنقل والبنية التحتية الحيوية، بحسب الحاجة ومستوى المخاطر، ما يجعله عنصراً فاعلاً في بناء اقتصاد رقمي resilient على مستوى المملكة والمنطقة.
يمثل تدشين مركز المرونة السيبرانية خطوة استراتيجية نحو ترسيخ بيئة رقمية موثوقة ومستقرة في السعودية. من خلال دمج الابتكار التكنولوجي والتعليم المتخصص والتعاون المؤسسي، يضع المركز أسساً متينة لثقة رقمية مستدامة تدعم تطلعات المملكة في أن تصبح مركزاً إقليمياً للأمن السيبراني والتقنيات المالية المتقدمة.
جوجل تستثمر مليار دولار لدعم الذكاء الاصطناعي في التعليم الجامعي