في خضم الجدل الدولي المتصاعد حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية، شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن خطوة الاعتراف لا تعني تجاهل هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الحل العسكري وحده غير كافٍ لإنهاء الأزمة المستمرة في غزة.

مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب
جاءت تصريحات ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك في نيويورك مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، الذي انتقد بدوره تحركات بعض القوى الغربية – ومنها فرنسا – للاعتراف بدولة فلسطين، واعتبر أن مثل هذه الخطوات تشكّل “مكافأة لحماس”.
اقرأ أيضًا
اليابان ترفض الانضمام لقائمة الدول المعترفة بفلسطين وتؤكد: حل الدولتين السبيل الوحيد للسلام
في المقابل، رد ماكرون بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يلغي ضرورة التعامل مع ملف الأمن، لكنه يظل السبيل السياسي الأكثر واقعية لإيجاد حل دائم.
رؤية فرنسية للحل السياسي
كان ماكرون قد أكد، في مقابلة مع شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يمثل الطريق الوحيد لإيجاد حل سياسي للصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
وأضاف أن باريس ترى أن وقف إطلاق النار، والإفراج عن المحتجزين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، هي شروط أساسية تمهّد الطريق نحو فتح فرنسا سفارة رسمية لها في فلسطين.
تباين المواقف الغربية
يأتي الموقف الفرنسي في ظل انقسام واضح داخل المعسكر الغربي بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية؛ فبينما أعلنت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا اعترافها رسميًا اليوم، تستعد دول أخرى، بينها البرتغال وفرنسا، لاتخاذ الخطوة نفسها خلال الأيام القليلة المقبلة.
أما الولايات المتحدة، فقد عبّر رئيسها ترامب عن رفضه لهذه الخطوات، ملوّحًا بأن الاعتراف في هذا التوقيت قد يعقّد جهود استعادة الاستقرار.
الاعتراف كأداة للسلام
أوضح ماكرون أن فرنسا ترى في الاعتراف بفلسطين وسيلة لدعم المسار الدبلوماسي وتخفيف حدة النزاع، وليس تجاهلاً للهواجس الأمنية لإسرائيل. وشدد على أن المقاربة الفرنسية تسعى لتحقيق توازن بين الأمن والسياسة، عبر الجمع بين حل الدولتين ومعالجة التحديات الأمنية التي أفرزتها هجمات 7 أكتوبر.
بهذه التصريحات، يسعى ماكرون إلى وضع فرنسا في موقع الوسيط الذي يدعم الاعتراف بفلسطين دون إغفال التحديات الأمنية، في وقت يتسارع فيه الاعتراف الدولي المتزايد بالدولة الفلسطينية، ما يعكس تحوّلًا بارزًا في المواقف الغربية تجاه الصراع الممتد منذ عقود.