قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، إن السلام سيصبح ممكنًا لإسرائيل وقطاع غزة والمنطقة بأسرها، مع إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في إطار خطة السلام التي يرعاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا دعم بلاده الكامل للجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.

فرنسا تدعم خطة ترامب للسلام
وأوضح ماكرون، في منشور نشره عبر منصة «إكس» (تويتر سابقًا)، أن فرنسا ستشارك في جميع مراحل تنفيذ خطة ترامب للسلام، إلى جانب الشركاء العرب، في إشارة إلى التنسيق المستمر مع مصر وقطر والسعودية والأردن ضمن التحركات الدبلوماسية الجارية لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
اقرأ أيضًا
الرئيس المصري يمنح ترامب قلادة النيل تقديرًا لدوره في إنهاء حرب غزة
وأضاف الرئيس الفرنسي:“أشارك عائلات الرهائن والشعب الإسرائيلي فرحتهم بعدما تم تسليم سبعة من الرهائن إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.. فريقي وأنا التقينا مؤخرًا بذويهم، وإيتان مور، غالي وزيف بيرمان، ماتان أنغريست، عمري ميران، ألون أهيل، وغاي غلبواع-دلال أصبحوا الآن بأمان.”
وأكد ماكرون أن إطلاق سراح هؤلاء الرهائن يمثل خطوة إنسانية بالغة الأهمية تمهد الطريق أمام مفاوضات سياسية أكثر استقرارًا في المرحلة المقبلة.
فرحة ممزوجة بالأمل
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن “اللحظة الآن هي لحظة فرح”، في إشارة إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين السبعة صباح اليوم، معربًا عن أمله في أن تكتمل العملية قريبًا بالإفراج عن بقية الرهائن الأحياء، وعددهم 13 شخصًا، والمقرر تسليمهم في وقت لاحق من اليوم ضمن المرحلة الأولى من خطة السلام الأمريكية.
وأضاف ماكرون أن هذه التطورات “تُعيد الأمل إلى العائلات التي عانت طويلاً من الانتظار وعدم اليقين”، مشددًا على أن فرنسا ستواصل التزامها الإنساني والسياسي في دعم كل المساعي التي تضمن حلاً دائمًا وعادلاً بين الجانبين.
باريس: الدبلوماسية الإنسانية أولًا
وأكدت مصادر في الإليزيه أن باريس تنسق عن قرب مع القاهرة وواشنطن بشأن الخطوات اللاحقة في تنفيذ خطة السلام، خصوصًا ما يتعلق بتبادل الأسرى والمساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة، مشيرة إلى أن فرنسا ترى في الجهود المصرية نموذجًا ناجحًا للوساطة الإقليمية.
وأوضح المصدر أن فرنسا تعتبر أن النجاح في إطلاق سراح الرهائن يشكل نقطة تحول في مسار النزاع، ويمكن البناء عليه لإطلاق مفاوضات سياسية أشمل، تحت مظلة الأمم المتحدة والولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة.
سياق إنساني ودبلوماسي متكامل
ويأتي تصريح ماكرون في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية مهمة عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ السبت الماضي، وبدء تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب التي تنص على تبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحماس، وإعادة النازحين إلى شمال القطاع، بالتزامن مع استعداد مدينة شرم الشيخ المصرية لاستضافة قمة عالمية للسلام بمشاركة أكثر من 20 قائدًا وزعيمًا دوليًا.
نحو مرحلة جديدة من التهدئة
ويرى مراقبون أن تصريحات الرئيس الفرنسي تعكس تحولًا في الموقف الأوروبي تجاه النزاع الفلسطيني–الإسرائيلي، حيث تسعى باريس إلى الانخراط المباشر في جهود الوساطة، عبر مزيج من الدبلوماسية الإنسانية والسياسية، بما يضمن تثبيت التهدئة وتحقيق سلام مستدام في المنطقة.