قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن استمرار الحرب في قطاع غزة سيضع أوروبا أمام خيار فرض عقوبات على إسرائيل، في خطوة تعكس تصاعد الغضب الأوروبي من تداعيات النزاع.

وأوضح ماكرون في مقابلة مع قناة فرانس 24 وإذاعة فرنسا الدولية: “لا يوجد أي مبرر لقتل كل هذه الأرواح البريئة في غزة”، مشددًا على أن سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تسعى جديًا إلى إطلاق سراح المحتجزين في القطاع.
توافق عربي – أوروبي بشأن النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي
وكشف الرئيس الفرنسي عن وجود توافق في الموقفين العربي والأوروبي إزاء الأزمة الفلسطينية – الإسرائيلية، معتبرًا أن هذا التقارب يمثل فرصة لتشكيل جبهة ضاغطة من أجل وقف القتال وفتح مسار سياسي جديد.
اقرأ أيضًا
مصر تراهن على دور واشنطن لإنهاء الحرب وإعمار غزة
رفض واضح لضم الضفة الغربية
وجدد ماكرون تأكيده أن ضم إسرائيل للضفة الغربية تحت سيادتها يمثل خطًا أحمر بالنسبة لفرنسا وأوروبا، لافتًا إلى أن تبرير السياسات الإسرائيلية بدعوى مواجهة حركة حماس أمر غير مقبول.
وقال: “حماس ليست موجودة في الضفة الغربية، وبالتالي لا يمكن اتخاذها ذريعة لمصادرة الأراضي أو فرض وقائع جديدة على الأرض”.
وانتقل الرئيس الفرنسي للحديث عن الحرب في أوكرانيا، حيث أعرب عن تشاؤمه إزاء قرب التوصل إلى تسوية. وقال: “أعتقد أن وقف إطلاق النار في أوكرانيا ليس قريبًا”، مضيفًا أن المؤشرات جميعها تؤكد عدم رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إنهاء القتال أو الدخول في مفاوضات جدية.
كما اعتبر أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن أوكرانيا تؤكد أن روسيا “أضعف من أي وقت مضى”، وهو ما يعكس تراجعًا في قدرتها على مواصلة الحرب طويلة الأمد.

الملف النووي الإيراني: اتفاق لا يزال ممكنًا
وفيما يخص الملف الإيراني، كشف ماكرون أنه ناقش مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على هامش اجتماعات الأمم المتحدة مستقبل الاتفاق النووي. وأكد أن “التوصل إلى اتفاق ما زال ممكنًا لتجنيب طهران إعادة تفعيل العقوبات الدولية”، مشيرًا إلى أن الوقت المتاح بات محدودًا للغاية، حيث “لم يبق سوى بضع ساعات”.
باريس ترسم ملامح سياستها الخارجية
بهذه التصريحات، رسم الرئيس الفرنسي ملامح سياسة بلاده الخارجية تجاه ثلاثة ملفات شائكة: الحرب في غزة، النزاع الروسي – الأوكراني، والملف النووي الإيراني.
ويبدو أن باريس تسعى إلى تعزيز حضورها الدبلوماسي على الساحة الدولية عبر الجمع بين الضغط السياسي والدعوة للحلول التفاوضية، في وقت تتصاعد فيه الأزمات العالمية وتشهد المنطقة تحولات متسارعة.