أعلنت شركة «مايكروسوفت» رسمياً إنهاء دعم نظام التشغيل «ويندوز 10» ابتداءً من اليوم (الثلاثاء)، في خطوة تاريخية تعني توقف جميع التحديثات الأمنية وتصحيحات الأخطاء والدعم الفني للأجهزة العاملة بهذا النظام.
وبذلك يدخل ملايين المستخدمين حول العالم مرحلة جديدة من المخاطر التقنية، إذ إن توقف التحديثات يجعل الأنظمة القديمة عرضة للاختراقات والثغرات السيبرانية.
لتقديرات شركة «كاسبرسكي» للأمن السيبراني، فإن أكثر من نصف المستخدمين الأفراد ونحو 60 في المائة من الشركات لا يزالون يعتمدون على «ويندوز 10» في أعمالهم اليومية.
ومع أن نظام «ويندوز 11» أُطلق منذ عامين، فإن نسبة المستخدمين الذين انتقلوا إليه لا تتجاوز 33 في المائة عالمياً، بينما تصل نسبة مستخدمي «ويندوز 10» في الشرق الأوسط إلى أكثر من 54 في المائة، وما يقارب 8 في المائة لا يزالون يستخدمون «ويندوز 7» الذي أوقف دعمه منذ عام 2020، ما يعكس تأخراً واسعاً في التحديث يعزز مخاطر الهجمات الإلكترونية.
تحرك مايكروسوفت لدعم التحول إلى الجيل الجديد
استعداداً لهذه المرحلة، أطلقت «مايكروسوفت» بالتعاون مع شركة «لوجيكوم» في السعودية والإمارات حملة شاملة تستهدف مساعدة الشركات على تحديث بنيتها الرقمية والانتقال إلى نظام «ويندوز 11 برو» وأجهزة «Copilot+» المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ويُعد «ويندوز 11 برو» نقلة نوعية في أنظمة التشغيل الحديثة، إذ يوفر مستوى عالياً من الأمان يناسب بيئات العمل الهجينة، مع توافق يبلغ 99.7 في المائة مع تطبيقات الأعمال الحالية، مما يجعل عملية الترقية سهلة دون تعطيل للمهام اليومية.
أما أجهزة «Copilot+» فهي تمثل الجيل الجديد من الحواسيب التي تجمع بين الأداء القوي والذكاء الاصطناعي، مع مرونة عالية في التشغيل المحلي والسحابي.
الذكاء الاصطناعي يقود المرحلة الجديدة
صرّح ماتياس شارر، المدير العام للتسويق لدى «مايكروسوفت» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، بأن «انتهاء دعم ويندوز 10 يشكّل نقطة تحول في عالم الحواسيب، حيث أصبحت الأجهزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي المعيار الجديد لتحسين الأداء والإنتاجية وضمان الحماية الرقمية».
وفي السياق نفسه، أوضح فادي كرزون، المدير العام لشركة «لوجيكوم» في السعودية، أن «الوقت الحالي هو الأنسب لتحديث الأجهزة، خصوصاً للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تحتاج إلى بيئة رقمية أكثر أماناً وابتكاراً»، مؤكداً التزام شركته بدعم الشركاء في المملكة للاستفادة القصوى من قدرات «مايكروسوفت» في هذا المجال.
وتُظهر الإحصاءات أن قطاع الأعمال لا يزال يعتمد بشكل كبير على «ويندوز 10»، إذ يستخدمه نحو 60 في المائة من المؤسسات و51 في المائة من الشركات الصغيرة، بينما لا تزال نسبة معتبرة تعمل بأنظمة أقدم مثل «ويندوز 7».
ثغرات أمنية تهدد المستخدمين حول العالم
يحذر خبراء الأمن السيبراني من أن استمرار استخدام أنظمة تشغيل قديمة وغير مدعومة يشكل خطراً مباشراً على المستخدمين، كونها بيئة مثالية للاستغلال من قبل القراصنة.
ويقول أوليج جوروبيتس، خبير الأمن في «كاسبرسكي»، إن «عدم تحديث نظام التشغيل يشبه ترك الأبواب مفتوحة في منزلك أمام الغرباء. قد تبدو الترقية مزعجة للبعض، لكنها ضرورة ملحّة لحماية البيانات والأموال والسمعة».
ويضيف أن الهجمات الإلكترونية التي تستغل الثغرات غير المعالجة يمكن أن تتسبب بخسائر مالية جسيمة، فضلاً عن الأضرار التي تلحق بسمعة الشركات.
ولذلك، توصي «كاسبرسكي» بضرورة الترقية إلى أحدث إصدار من نظام التشغيل، وتفعيل ميزة التحديث التلقائي، والاعتماد على حلول أمنية متخصصة مثل «Kaspersky Next» و«Small Office Security»، خصوصاً بعد توقف الدعم الكامل لأنظمة «ويندوز» القديمة.
اقرأ ايضًا…“ريد ماجيك” تكشف عن نظام تبريد مائي نشط ثوري للهواتف الذكية في مؤتمر شنتشن