دماغ الحمل، واحدة من الآثار الجانبية التي تُصاحب الحمل، بداية من تورم الساقين إلى تورم الأنف، تتغير المرأة الحامل بطرق جسدية متعددة. ومع ذلك، يمكن أن يُحدث الحمل تغيرات تؤثر على الدماغ.
تشمل الأعراض على النسيان، والشعور بغياب الذهن، أو التشوش، وكلها أمور شائعة، وهي ظاهرة تُسمى “دماغ الحمل”.
ما هي ظاهرة «دماغ الحمل»؟!
لا توجد أبحاث علمية كثيرة تدعم ظاهرة “دماغ الحمل”، لكن قصصًا من نساء تُثبت أنه حقيقي. وفي دراسة نُشرت عام 2014، في مجلة علم النفس العصبي السريري والتجريبي، وجد الباحثون أن النساء الحوامل أبلغن عن فقدان الذاكرة.
ومع ذلك، عند مقارنة مسح أدمغتهن بأدمغة نساء غير حوامل، بدت أدمغتهن متشابهة.
وجدت دراسة أخرى نُشرت بنفس العام، في مجلة “الدماغ والإدراك” أن النساء الحوامل في الثلث الثاني من الحمل حصلن على درجات أقل بكثير من النساء غير الحوامل في اختبار يفحص العلاقات المكانية بين الأشياء المختلفة.

الأعراض
يُعرف أيضًا باسم “دماغ الأم”، ويمكن أن يكون “دماغ الحمل” طفيفًا أو ملحوظًا جدًا حسب كل امرأة. وتشمل أعراض “دماغ الحمل” ما يلي:
ضبابية ذهنية
مشاكل في الذاكرة
النسيان
التخبط
صعوبة تذكر الأسماء أو الكلمات
أحلام اليقظة
صعوبة في إنجاز المهام
صعوبة في الاستمرار في الحديث
وتختلف مدة هذه الأعراض من امرأة لأخرى، ولكن قد تعاني بعض النساء من “دماغ الحمل” خلال السنة الأولى بعد الولادة.

الأسباب
قد يصبح التركيز على المهام اليومية أكثر تعقيدًا فجأةً أثناء الحمل. في الواقع، يمكن أن يبدأ نشاط دماغ الحمل مبكرًا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل بسبب تدفق الهرمونات في الجسم. تزعم بعض النساء أن هذا هو أول أعراضهن.
يُعد الثلث الأول من الحمل الفترة التي تكون فيها معظم الآثار الجانبية للحمل في أسوأ حالاتها، لذا من المنطقي أن يكون نشاط دماغ الحمل ضمن هذه القائمة. خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، عادةً ما تعاني النساء الحوامل من الأرق، مما قد يُسهم في تشوش الذهن.
خلال هذه الفترة، تُعاني العديد من النساء الحوامل من حرقة المعدة، وتشنجات الساق، وغثيان الصباح، مما يُسهم في النسيان الشامل. بالإضافة إلى ذلك، قد تمنع هذه الأعراض المرأة من النوم، مما يزيد من الإرهاق.
قد يؤدي عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم إلى إرهاق الخلايا العصبية، مما يؤثر على الذاكرة. علاوة على ذلك، يُضعف الحرمان من النوم اتصال الحُصين عند تعلم أشياء جديدة، مثل تذكر موعد الطبيب أو مكان وضع الحقيبة.
ومن العوامل الأخرى التي تؤثر على نشاط دماغ الحمل تقلب الهرمونات طوال فترة الحمل. قد لا تشعر الحامل بحالتها الطبيعية إلا بعد ستة أشهر من الولادة، مما يعني أن دماغ الحمل قد يبقى حاضرًا حتى بعد الولادة.
اقرأ أيضًا:
7 مشروبات طبيعية لتقليل آلام الدورة الشهرية.. أهمها« الزنجبيل»

هل الهرمونات سبب في الإصابة؟
يعتقد بعض الباحثين أن الارتفاع المفاجئ في مستويات هرموني البروجسترون والإستروجين قد يُسبب مشاكل في الذاكرة ووضوح التفكير.
علاوة على ذلك، يُعد الحمل تجربة جديدة ومرهقة. قد لا تكونين مستعدة أو تشعرين بالإرهاق. لا بأس من الشعور بالخوف. الشعور بالقلق والانشغال الذهني قد يُؤدي إلى صعوبة في التركيز على ما هو أمامك مباشرةً.
ووفقًا لدراسة أجريت عام 2016، ونُشرت في مجلة Nature Neuroscience، فإن سببًا آخر لدماغ الحمل هو التغيرات الجسدية الفعلية في الدماغ. فقد أجرى الباحثون مسحًا لأدمغة النساء الحوامل ووجدوا أنهن لاحظن انخفاضًا في حجم المادة الرمادية في المناطق المرتبطة بالإدراك الاجتماعي.
وأفادت الدراسة أن الأمر قد يكون مرتبطًا باستعداد دماغ المرأة الحامل للولادة والتواصل مع الطفل. وتابع الباحثون الأمهات بعد الولادة ووجدوا أن هذا التغيير قد يستغرق ما يصل إلى عامين ليعود إلى طبيعته.