بدأت تتصاعد المخاوف بشأن الجاهزية المناخية واللوجستية لاستضافة بطولة كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وذلك على خلفية الصعوبات التنظيمية التي تواجهها بطولة كأس العالم للأندية 2025، المقامة حالياً على الأراضي الأميركية.
وتُعد النسخة الحالية من مونديال الأندية هي الأكبر في تاريخ البطولة، بمشاركة 32 فريقاً للمرة الأولى، وتُجرى فعالياتها في عدد من المدن الأميركية التي من المقرر أيضاً أن تستضيف مباريات كأس العالم للمنتخبات في الصيف المقبل بمشاركة 48 منتخباً.

ظروف مناخية قاسية وتأجيل متكرر للمباريات
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “ذا صن” البريطانية، فإن البطولة شهدت تأخيرات متكررة أثارت جدلاً واسعاً، إذ تعرضت 4 مباريات على الأقل للتأجيل المؤقت خلال الأيام الخمسة الأولى من البطولة، بسبب العواصف الرعدية والظروف الجوية غير المستقرة.
كما حذّرت الصحيفة من موجة حر شديدة يتوقع أن تضرب أجزاء واسعة من الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، حيث تصل درجات الحرارة إلى ما يقارب 41 درجة مئوية، مما يثير القلق حول قدرة الملاعب والمنظمين على التعامل مع هذا التحدي المناخي، خاصة مع تزايد احتمالات تأثر اللاعبين والجماهير بهذه الأجواء القاسية.
توقيت المباريات يزيد المخاطر
وأشارت التقارير إلى أن توقيت إقامة المباريات يُعد عاملاً إضافياً للمخاطر، حيث تُجرى غالبية اللقاءات في فترة ما بعد الظهر بالتوقيت المحلي، تماشياً مع فروق التوقيت العالمية لضمان متابعة جماهيرية واسعة من مختلف أنحاء العالم. لكن هذه الفترات تمثل ذروة درجات الحرارة خلال اليوم، مما يزيد من احتمالات وقوع حالات إجهاد حراري بين الجماهير واللاعبين.
اقرأ أيضًا:
الأندية الأوروبية في مأزق أمام اللاتينيين.. مونديال الأندية 2025 يكشف هشاشة العملاق الأوروبي
شكاوى من نقص المياه وضعف الحضور الجماهيري
وأفادت تقارير إعلامية أن بعض الجماهير اضطروا إلى مغادرة المدرجات أثناء المباريات بسبب شدة الحرارة، كما لوحظ نقص واضح في توفر المياه داخل الملاعب، في ظل ضعف الحضور الجماهيري الذي يُعزى جزئياً إلى هذه الظروف المناخية غير المواتية.
تحذيرات مبكرة قبل كأس العالم 2026
تأتي هذه التطورات في وقت حرج، حيث تتجه أنظار العالم إلى بطولة كأس العالم 2026، التي ستُقام لأول مرة عبر ثلاث دول، على أن تحتضن الولايات المتحدة الحصة الأكبر من المباريات. وتثير المشكلات الحالية تساؤلات جادة حول جاهزية البنية التحتية الرياضية والمناخية لاستضافة حدث بهذا الحجم في فصل الصيف.
ويخشى كثيرون أن تتكرر المشاهد نفسها – من تأجيل للمباريات، وتعليق بسبب الطقس، واضطرابات في تنظيم الجماهير – خلال كأس العالم، ما لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة لتعزيز الجاهزية وتوفير حلول فعالة.

في ظل ما تشهده بطولة كأس العالم للأندية حالياً من تحديات مناخية وتنظيمية، يبدو أن كأس العالم 2026 يواجه اختباراً مبكراً قبل عام كامل من انطلاقه. ويتعين على اللجنة المنظمة والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) دراسة هذه التجربة بعناية لتجنب سيناريوهات مشابهة قد تُهدد نجاح أكبر بطولة كروية في العالم.