مولي كايل، ابنة قبيلة الأوساج التي شهدت مذبحة عائلتها هي بطلة كتاب الصحفي الأمريكي ديفيد غران بعنوان “قتلة زهرة القمر: جرائم قتل الأوساج ونشأة مكتب التحقيقات الفيدرالي”، والذي تحول فيما بعد إلى فيلم سينمائي.
يروي الفيلم القصة الحقيقية للمحارب القوقازي المخضرم إرنست بوركهارت وعمه ويليام ك. هيل، اللذين تآمرا للاستيلاء على ثروات قبيلة الأوساج عبر سلسلة من جرائم القتل الممنهجة.
كيف نفّذا ذلك؟ ببساطة، تزوج إرنست من مولي كايل، إحدى نساء الأوساج، ليبدأ بعدها عهد دموي، أسفر عن مقتل نحو 20 فردًا من أبناء قبيلتها.

اقرأ أيضًا:
قصة أطول زوجين في التاريخ.. حب عمره 150 عامًا باركته الملكة فيكتوريا بالذهب والألماس
من هي مولي كايل؟
بحسب مجلة سميثسونيان، قُتل معظم أفراد عائلة مولي خلال هذا “العهد الإرهابي”، مما جعلها الوريثة الرئيسية لحقوق ملكية النفط لعائلتها.
وُلدت مولي بوركهارت، واسمها الأصلي “واه-كون-تاه-هي-ام-باه” في الأول من ديسمبر عام 1886 في أراضي قبيلة الأوساج، شمال شرق ما يُعرف اليوم بأوكلاهوما.
ونشأت مولي في بيئة جمعت بين التقاليد القبلية والديانة المسيحية، حيث التحقت بمدرسة كاثوليكية واعتمدت لاحقًا اسم “مولي” بدلًا من اسمها الأوساجي التقليدي، بينما غيرت شقيقتاها أسمائهما إلى ريتا وميني.
ومع اكتشاف النفط في أراضي الأوساج عام 1897، أصبحت مولي وعائلتها من ضمن الأسماء المدرجة في “قائمة الأوساج”، مما منحهم حق الانتفاع بعائدات النفط، وهي حقوق كانت وراثية فقط ولا يمكن بيعها أو التنازل عنها.

زواج مولي بإرنست بوركهارت
التقت مولي بإرنست عندما كان يعمل سائق سيارة أجرة. تزوجا في عام 1917، وأنجبا ثلاثة أطفال: (جيمس، إليزابيث، وآنا). ولاحقًا، أوضحت مارجي بوركهارت، حفيدة مولي، في مقابلة مع برنامج “تولسا كيدز”، أنها التقت بليوناردو دي كابريو، الذي جسد شخصية إرنست في الفيلم، وأخبرته كيف أن إرنست وقع تحت تأثير عمه لدرجة أنه كان مستعدًا لفعل أي شيء يأمره به.
بحلول عام 1920، كان شعب الأوساج من بين أغنى شعوب العالم، حيث بلغت ثرواتهم ما يعادل 534 مليون دولار اليوم. وعلى الرغم من هذه الثروات، فرضت الحكومة الأمريكية وصاية بيضاء على أموال الأوساج، بحجة أنهم لا يستطيعون إدارة شؤونهم بأنفسهم.
في تلك الحقبة، كانت عائلة مولي من أوائل الضحايا. فبحسب مارجي، توفيت ميني شقيقة مولي عام 1918 جراء تسمم، ثم اختفت عمتها الكبرى آنا في عام 1921 وعُثر عليها مقتولة برصاصة.
ولم تمضِ سوى ثلاثة أشهر حتى سُممت والدتها ليزي أيضًا. وفي عام 1923، لقيت ريتا وزوجها حتفهما في تفجير غامض، بينما نجت مولي وابنها جيمس من الحادث لأنهما كانا في زيارة للطبيب.
وتحدثت مارجي عن أثر هذه الأحداث على نشأتها قائلة لصحيفة واشنطن بوست: “نشأت في منزل مليء بالتوتر، أشعر بالقلق الشديد وأُعاني أحيانًا من الاكتئاب. أعتقد أن الصدمة التي عاشها أجدادي أصبحت جزءًا من جيناتنا”.
نهاية مأساوية
بعد سلسلة الجرائم، نجت مولي من محاولة تسميم دبرها زوجها إرنست، وفقًا لما نشرته صحيفة ذا أوكلاهومان. ورغم دعمها له خلال محاكمته، إلا أنها انفصلت عنه لاحقًا وتزوجت من جون كوب.
وقد ورث أطفالها من إرنست ثروة عائلة كايل، لكن مع حلول الكساد الكبير، تراجعت الثروات بشكل مأساوي. وتوفيت مولي عام 1937 عن عمر يناهز الخمسين في ظروف غامضة، وقد تضاءلت ثروتها لدرجة أنها لم تكن تكفي لدعم أحفادها.
مارجي، حفيدتها، تُعبر عن إيمانها بقوة العائلة قائلة: “الجيل القادم سيكون بخير. نحن لا نخجل من ماضينا المؤلم، بل نستمد قوتنا منه”.