جددت إيران اليوم الخميس تمسكها بتخصيب اليورانيوم رغم إعلان الولايات المتحدة عن عقوبات جديدة واسعة النطاق استهدفت شخصيات وكيانات وسفن مرتبطة بطهران.

إيران: تخصيب اليورانيوم مستمر.. والتعويض شرط للمفاوضات
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز، إن بلاده قادرة على الاستمرار في تخصيب اليورانيوم ولن تتراجع عن ذلك، مؤكدًا أن الولايات المتحدة مطالبة بتقديم تعويضات عن الخسائر التي لحقت بإيران خلال الحرب الأخيرة، كشرط لبدء جولة جديدة من المفاوضات النووية.
اقرأ أيضًا
نتنياهو يسرّع «الهجرة الطوعية» من غزة وسط خلافات داخل الحكومة
وشدد عراقجي، الذي يتولى أيضًا منصب كبير المفاوضين في الملف النووي، على أن بناء الثقة يتطلب “إجراءات ملموسة” من جانب واشنطن، من بينها ضمانات بعدم التعرض لهجمات خلال المفاوضات، وتعويضات مالية لم يحدد تفاصيلها والاستمرار في تخصيب اليورانيوم.
رسائل غير مباشرة بين إيران وواشنطن خلال الحرب الأخيرة
وكشفت الصحيفة البريطانية أن تبادلاً للرسائل جرى بين عراقجي والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف خلال فترة الحرب الأخيرة، وأن الجانبين بحثا “حلولاً تخدم الطرفين”، لكن إيران لا تزال ترى أن اقتراح استئناف المحادثات من دون ضمانات غير كافٍ.
عقوبات أميركية “هي الأضخم منذ 2018”
في المقابل، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الأربعاء، عن فرض حزمة عقوبات ضخمة استهدفت أكثر من 50 شخصية وكياناً، إضافة إلى 50 سفينة يُشتبه بارتباطها بأسطول تجاري يخص محمد حسين شمخاني، نجل علي شمخاني مستشار الأمن القومي الإيراني المقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي.
وقال مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) إن هذه العقوبات تمثل “أكبر عملية استهداف اقتصادي لإيران منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018″، وتشمل كيانات تعمل في مجالات النفط، الشحن، التصدير، والخدمات المالية.
وفي رد غير مباشر على العقوبات، اعتبر عراقجي أن الضغوط الأميركية لن تنجح في إضعاف موقف إيران، وأن بلاده ستزيد من شروطها السياسية والاقتصادية للعودة إلى طاولة المفاوضات، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من انزلاق جديد في الملف النووي الإيراني.

شهد الملف النووي الإيراني توترات متصاعدة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي (JCPOA) عام 2018، خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي أعاد فرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران ضمن سياسة “الضغط الأقصى”.
وردت إيران على ذلك تدريجيًا بتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق، بما في ذلك زيادة نسب تخصيب اليورانيوم وتوسيع قدراتها النووية، في تحدٍ واضح للقيود التي حددها الاتفاق.