مع التقدم في العمر، تتراجع العديد من وظائف الجسم تدريجيًا، ومن أبرزها وظائف الكلى، التي تقوم بدور حيوي في تصفية الدم من السموم وتنظيم ضغط الدم وتكوين خلايا الدم الحمراء. ورغم أهمية هذه الوظائف، فإن أمراض الكلى غالبًا ما تتطور بصمت، دون أعراض واضحة، مما يجعل تشخيصها في مراحلها المبكرة تحديًا كبيرًا.
وتسلط فيونا لاود، مديرة السياسات في مؤسسة رعاية الكلى في المملكة المتحدة (Kidney Care UK)، الضوء على ثلاثة اضطرابات شائعة تصيب الكلى لدى كبار السن، إلى جانب خطوات أساسية للوقاية منها.

أولًا: مرض الكلى المزمن – شائع ولكنه صامت
يعد مرض الكلى المزمن من أكثر المشاكل شيوعًا بين من تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، ويحدث نتيجة تراجع تدريجي في وظائف الكلى مع التقدم في العمر. وتشير فيونا إلى أن عوامل مثل ارتفاع ضغط الدم وداء السكري تشكل ضغطًا متزايدًا على الأوعية الدموية في الكلى، مما يسرّع من تدهور وظيفتها.
ويُوصف المرض بـ”الصامت” لأنه غالبًا لا يسبب أعراضًا في مراحله الأولى. ومع ذلك، قد تظهر في مراحل لاحقة أعراض مثل التعب، ضيق التنفس، فقدان الشهية، تورم الأطراف، وجود دم في البول، واضطرابات في النوم.
ثانيًا: إصابة الكلى الحادة – انخفاض مفاجئ في الوظيفة
تحذر لاود من أن إصابة الكلى الحادة (AKI)، وهي حالة يحدث فيها تراجع سريع ومفاجئ في وظائف الكلى، تُعد أكثر شيوعًا لدى كبار السن، لا سيما في حال وجود التهابات بولية متكررة أو عدوى معوية حادة. وترتبط هذه الحالة غالبًا بمضاعفات أخرى وتستلزم تدخلاً طبيًا سريعًا.
ثالثًا: تأثير بعض الأدوية على الكلى
تشير فيونا إلى أن الاستخدام طويل الأمد لبعض الأدوية، خاصة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين، قد يكون ضارًا بالكلى، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو ارتفاع الضغط أو ضعف في وظائف الكلى. وتوصي بعدم استخدامها إلا بإشراف طبي.
كيف تحافظ على صحة كليتيك؟ نصائح عملية للوقاية
شرب كميات كافية من الماء
يساعد الحفاظ على ترطيب الجسم في التخلص من الفضلات ومنع تكوّن الحصوات. وتُعد مراقبة لون البول مؤشرًا جيدًا؛ فكلما كان داكنًا، زادت الحاجة إلى شرب الماء.
إجراء فحوصات دورية للكلى
توصي لاود بإجراء فحص سنوي لوظائف الكلى، خاصة لمن يعاني من السكري أو الضغط. حتى من دون أعراض، يمكن للطبيب العام اكتشاف الخلل مبكرًا عبر تحاليل دم وبول بسيطة.
مراجعة الأدوية مع الطبيب
على مرضى الكلى المزمنة التأكد من أن الأدوية التي يتناولونها لا تؤثر سلبًا على الكلى، خاصة بعض المضادات الحيوية والمسكنات.
اتباع نظام غذائي صحي
النظام الغذائي المتوازن، خاصة الفقير بالملح والغني بالخضروات، يخفف العبء عن الكلى ويساعد في ضبط ضغط الدم والكوليسترول.
مراقبة ضغط الدم بانتظام
لأن ارتفاع الضغط أحد أبرز مسببات الفشل الكلوي، تنصح لاود بقياسه دوريًا عبر الصيدليات أو العيادات العامة.
ممارسة النشاط البدني
الحركة تساعد على التحكم في مستوى السكر والكوليسترول وضغط الدم، وهي جميعًا عوامل تؤثر على صحة الكلى بشكل مباشر.
رغم أن مشاكل الكلى تتطور غالبًا دون علامات مبكرة واضحة، فإن الوعي والمتابعة الصحية المنتظمة، لا سيما في سن ما بعد الستين، يشكلان خط الدفاع الأول للحفاظ على وظائف الكلى والوقاية من مضاعفات قد تكون خطيرة.